في أحدث هجوم فلسطيني على المدن والبلدات الإسرائيلية، أطلقت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وصلت صواريخ المقاومة إلى مدينة "حيفا" -أكبر وأهم مدن فلسطين التاريخية- مساء البارحة. ووفقا لتقرير "نون بوست"، كانت صواريخ القسام قد وصلت البارحة إلى مدينة حيفا لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية للمحتل الإسرائيلي، في تطور كبير لسلاح الهندسة في كتائب القسام. وقالت كتائب القسام، في تصريح أنها قصفت حيفا لأول مرة بصاروخ R160، وأنها ستواصل إطلاق الصواريخ ردا على الانتهاكات الإسرائيلية. وأضافت كتائب القسام أنها "استخدمت لأول مرة صواريخ R160 محلية الصنع لقصف مدينة حيفا للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل". وأوضحت أنها أطلقت اسم "R160" على صاروخها الجديد "تيمنا بالشهيد عبد العزيز الرنتيسي" أحد أبرز قادة ومؤسسي حركة "حماس". وكانت كتائب القسام قد قصفت في عام 2012 عندما شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة، استمرت لثمانية أيام، مدينة تل أبيب للمرة الأولى بصواريخ محليّة الصنع من طراز M75 والتي يبلغ مداها 75 كيلومترا، وسمي بذلك نسبة إلى القائد الحمساوي إبراهيم المقادمة، إضافة إلى المدى الذي يصله الصاروخ. وكان الناطق باسم القسام أبو عبيدة قد ظهر في تسجيل له أيام حرب 2012 ليظهر خلفه استهداف مدينة تل أبيب، بينما تظهر علامة سؤال على ما بعد تل أبيب، لتحقق القسام أهدافها هذه المرة في حيفا بصاروح R160. وبالإضافة إلى R160، كشفت القسام عن استخدامها لصاروخين من طراز J80، وهو نوع جديد تم تطويره مؤخراً ليصل إلى مدى 80 كيلو متر، لتوسع المقاومة من جديد من دائرة قطر ضرباتها الصاروخية من بعد M75. صاروخي ال J80 الذان استهدفا مدينة تل أبيب حسب قول القسام لأول مرة، جاءت تسميتهما إلى القائد القسامي أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل في نوفمبر من العام 2012. وكانت مستوطنة سديروت جنوبي إسرائيل، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع أطلقته كتائب القسام يوم الجمعة 26 أكتوبر 2001. وعُرف الصاروخ باسم "قسام 1"، و وصفت مجلة التايم الأميركية الشهيرة في ذلك الوقت انتقال المقاومة إلى استخدام الصاروخ كسلاح بأنه "الصاروخ البدائي الذي قد يُغيّر الشرق الأوسط. وعلى نحو متسارع قامت حماس بتطوير هذا الصاروخ إلى "قسام 2" واستخدمته لأول مرة في فبراير 2002 ثم ليتم تطويره في 2005 إلى "قسام 3" الأشهر والأكثر تطوراً حيث يصل طوله إلى 3 أمتار، ويحمل رأساً متفجراً بوزن يصل إلى 10 كيلوجرامات، كما أنه يصل إلى عمق 16 كيلو متر. وبالإضافة إلى ما سبق من الصواريخ المحلية الصنع، تستخدم كتائب القسام العديد من الأنواع الجاهزة والتقليدية التي تم تهريبها إلى قطاع غزة مثل منظومة "فجر 5" الإيرانية الصنع، WS-1B ، كاتيوشا، جراد، وقذائف الهاون بأنواعها المتعددة. ولاعتراض صواريخ المقاومة قامت "إسرائيل" بنشر منظومات الحماية الصاروخية، ( نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ)، لتكون مع حلول سنة 2015 قد استكملت أكبر منظومة حماية صاروخية من نوعها في العالم؛ بحيث تغطي كافة الأجواء الإسرائيلية من أي هجوم بالصواريخ والقاذفات، وسيتم صرف ما بين مليارين و2.3 مليار دولار لتمويلها، وفق تأكيد قادة إسرائيليين. وبالرغم وصف البعض لها-الصواريخ محلية الصنع- بالبدائية، أو عديمة القيمة (العبثية) كما وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي، إلا أن مراقبون يرون في قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، وتطور نوعيتها، ووصولها إلى أماكن لم يجرؤ أحد على الوصول إليها تحقيقا لتوازن الرعب. ويشن الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات على قطاع غزة وصلت إلى 200 غارة، منذ بدء العملية العسكرية مساء الاثنين الماضي، أسفرت عن استشهاد 24 فلسطينيًا، وإصابة نحو 154 آخرين بجراح متفاوتة، جراح بعضهم خطيرة، بحسب مصادر طبية فلسطينية.