انضم عدد من علماء المملكة العربية السعودية إلى حملة حكومية جديدة تهدف إلى تقليل حوادث الطرق في المملكة، بعد وصولها لمعدلاتٍ خطيرة، اعتُبِرت من بين أعلى الحوادث في العالم. وكانت الحكومة السعودية قد طبقت العام الماضي نظامًا جديدًا للغرامات في محاولة لتقليل عدد حوادث الطرق والمخالفات المرورية، فيما أقر مجلس الشورى السعودي خطة جديدة لسلامة الطرق. وفي هذا البلد الذي يقضي فيه شخص كل ساعة تقريبًا في حوادث الطرق، ربما يُثمِر ربط سلامة الطرق بالالتزامات الدينية نتائج أكثر تأثيرًا في أوساط هذا المجتمع المحافظ. ووفقًا للإحصائيات المرورية فقد شهدت طرق المملكة عام 2008 (458,931) حادثةً مرورية، قضى فيها 6458 شخصًا، وجُرِح 36,486 آخرين. وهي الأرقام التي رُصِد تزايدها أثناء فترة الصيف. وقد ظهر الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم) في أغلب الإعلانات التوعوية التابعة لحملة الإدارة العامة للمرور (الممهدة لتطبيق) نظام "ساهر" لضبط وإدارة الحركة المرورية آليًا، في الخامس من شهر شوال المقبل. وفي أحد هذه الإعلانات يربط الدكتور العودة بين السرعة الزائدة والانتحار، الذي يعتبره الإسلام ذنبًا، قائلا: " السرعة الجنونية هي عملية انتحارية؛ تخطف روحك وأرواح الآخرين". وفي هذا يقول مدير مرور الرياض العقيد عبد الرحمن بن عبدالله المقبل، والمشرف على حملة نظام "ساهر": "إن إدخال الأبعاد الدينية ضمن هذه الحملة كان أمرًا هامًا، ونأمل في أن يكون لذلك تأثير إيجابي على كل شرائح المجتمع، ومساهمة في تقليل المخالفات المرورية." ويوضح العقيد المقبل أن التوعية الدينية هي أحد أبعاد الحملة، بجانب الإعلانات الهادفة إلى رفع الوعي بالآثار الاقتصادية المدمرة لحوادث الطرق. وقد فاجأ إمام المسجد الحرام، الشيخ عبد الرحمن السديس، المصلين في إحدى خطب الجمعة الشهر الفائت، حينما تحدث عن المخالفات المرورية قائلا: " كم من عالم في حادث فظيع قضى وداعية موفق مضى وطود في البر والإحسان هوى وكم من محب خير ذوى ولكن ما باعث ذلك وماسببه الا السرعة القصوى والتجاوز السافر والتفلت واللا مبالاة في تعدي إشارت المرور". وانتقد الشيخ السديس فورة الشباب المراهق والثقة المزعومة في التحكم في المركبة ملقيًا باللائمة في ذلك على التقليد المقيت القاتل للمتهورين والمفحطين اللذين يروج لهم الإعلام الغربي ذلك. وبحسب العقيد محمد بن حسن القحطاني مدير مرور محافظة جدة، فإن المملكة تشهد 9 ملايين مخالفة مرورية سنويًا، وتؤدي حوادث الطرق إلى خسائر مادية تقدر ب، 13 مليار ريال سعودي سنويًا، تُنفَق معظمها في الحقل الصحي.