عندما تغتال الحرية في بلد يدّعيها , بعد أن سيقت \"عفيفة ٌ\" إلى مذبح الأحقاد، هل يا تراها تصلب العدالة \"مرة أخرى\" في قاعة محكمة؟! في ظني لن تصل عقوبة \"الآري\" مِعشار عقوبة \"القناوي\" المسيء للرموز المسيحية! عندما ينظر ابن الرابعة إلى أمه الحبلى تُقتل طعنا أمامه وأمام القاضي، وعندما ينظر إلى أبيه الذي استقبل طعنات المجرم وطلقات الشرطة في آن؛ ثق أن الحضارة الإنسانية قد أصيبت بمقتل. ما بال الشعوب \" المتحضرة\" بدأت تحتضر! من البديهي أنه عندما يتقلص عدد السكان تتقلص مع الحضارة. فطبقا للأبحاث؛ فإنه لديمومة حضارة ما أكثر من 25 عام فإنه يجب أن يكون لها معدل تكاثر سكاني بمعدل 2.11 وبالرجوع إلى التاريخ لم تستطع أي حضارة الصمود طويلا مع معدل تكاثر 1.9 ( وفي هذا حكمة إلهيه). في عام 2007م كان معدل الزيادة الطبيعية في إنجلترا 1.6 وفي ألمانيا 1.3 وفي اسبانيا 1.1 معدل الزيادة الطبيعية في أوربا كلها يساوي 1.38 وبالرغم من ذلك فتعداد أوروبا السكاني لا ينقص. والسبب في ذلك \"الهجرة\" التي تعطي لهذه الحضارة وهجها، في الوقت الذي لو سارت الأمور بهذا النسق؛ ستصبح فيه أوربا قارة إسلامية \"ديموغرافيا\". وبعيدا عن التنظير لصراع الحضارات؛ إليكم بعض الأرقام ¤ في عام 1970 لم يكن يتجاوز عدد المسلمين في أمريكا 100ألف أما اليوم فهم 9 ملايين. ¤ قبل سنين قلائل كان الجنوب الفرنسي من أكثر المناطق كثافة بالكنائس، أما اليوم فالمساجد فيها أغلبية، ويوجد في فرنسا 1000مسجد معظمها كان كنيسة سابقا. ¤معدل الزيادة في فرنسا 1.8 و30% ممن أعمارهم دون 20عام مسلمون، وبحسبة بسيطة فإنه خلال 39 سنة سوف تصبح فرنسا جمهورية إسلامية. ¤في هولندا 50% من المواليد مسلمين، وخلال 15 عام فسيصبح نصف عدد سكان هولندا مسلمين. ¤ 25% من سكان بلجيكا الحاليين مسلمون. حقيقة لم تكن هذه الأرقام لتطفو على السطح علنا، ولن أذيع سرا إن قلت أن الحكومة الألمانية أول من تحدثت علانية عن هذه الأرقام وحذرت من أن ألمانيا ستكون دولة إسلامية مع حلول عام 2050م. لذا لم أستغرب حادثة القتل هذه، فالفرد نتاج ما يصدقه و ما يفكر فيه. وما سيشهده الغرب من أحداث عنصرية في قابل الأيام لهو أبلغ نتاج لهذا التوجه. يوصف الغربي دائما بأنه \"ودود\" في تعامله مع الغرباء، وهو ينظر إلى القادم من وراء البحار على أنه طامع في حياة أفضل، ومهما بلغت فيه المواطنة الحقيقية؛ فإن حالته الذهنية لا يمكن أن تتقبله إلا ك\"دخيل \" خاصة إذا لم يتشرب ذاك الدخيل ثقافة البلد المضيف عن آخرها. حينها سيشعر أن إرثه التاريخي في خطر. إن خط دفاعهم الأول يقوم على ترسيخ الصورة النمطية \" المشوهة \" عن المسلمين، واستهداف الجيل الثاني والثالث من المسلمين الأوروبيين \"إعلاميا\" ، و بمزيد من سن قوانين مكافحة الإرهاب؛ يبقى المسلمون في الغرب تحت السيطرة. هم يرون أنه إذا كانت هناك أغلبية مسلمه فالانتخابات أيضا ستجعلهم كتل سياسية ذات قرار \" وهذا مكمن خوفهم \" فيكون خط دفاعهم الثاني؛ قليل من الإقصاء، والاستماتة في التأصيل للعلمانية بدعوى الإيمان بثوابت القيم الغربية، لكي يبقى القرار السياسي في منأى عن صالح المسلمين ك\"جماعة\". قبل الطبع: عجيب أمر هاتين المُسلمتَين, أولى تحارب الحجاب، وأخرى تقاتل فيه فتقتل دونه! عبدالسلام بن عبدالرحمن الربعي كاتب صحفي