"أنت بحاجة إلى فيزا"، هكذا رد موظف الحجوزات لطيران الملكية الأردنية في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول لأحد السوريين المتجهين إلى الأردن. ويقول تقرير "نون بوست"، أن الشاب السوري "سعيد" تفاجأ بهذا الرد الغريب، حيث أن السوريين لم يكونوا يوماً بحاجة لاستخراج تأشيرة للتوجه إلى الأردن، إذ يسري مبدأ المعاملة بالمثل منذ عهد الملك الحسين بن طلال وحافظ الأسد بين الأردن وسوريا. سعيد هو مقيم في الممكلة العربية السعودية، ولديه إقامة سارية المفعول هناك، كما أنه كان يود التوجه لزيارة عمان لزيارة عائلية، ثم التوجه من هناك إلى السعودية، إلا أنه تم منعه. لم يكن سعيد الأول، بل كان في الحقيقة "المحظوظ" الذي لم يتكلف عناء السفر حين أخبره موظف الحجز في المطار قبل السفر، لكن آخرين كثر وصلوا إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمان ليتم منعهم من الدخول دون أي أسباب. البعض تحدث عن غرفة احتجاز للعائلات والشباب مع بعضهم البعض لفترات تمتد لأيام ينامون ويأكلون ويشربون فيها، حتى يتم ترحيلهم بشكل مباشر إلى الدول التي جاؤوا منها، أو انتظار لساعات والتحقيق معهم وحجز لجوازات سفرهم لاستلامها من المخابرات الأردنية في وقت لاحق. وليست هذه الإجراءات على المقيمين خارج الأردن وحسب، بل حتى أن بعض المقيمين في الأردن ولعشرات السنوات تم منعهم من الدخول دون إبداء أي أسباب، آخرهم كانتا سيدتان في عقديهما الرابع والخامس تم إعادتهما من عمان إلى اسطنبول رغم أنهما أمضيا أكثر من 30 عاماً في الأردن، إضافة إلى أخرى تبلغ من العمر 35 عاماً أمضت جلّ حياتها في الأردن إلا أنه تم منعها من الدخول كذلك. أحد الشباب المقيمين في الأردن منذ مودله أرسل لأصدقائه يقول : " وصلت اخيرا للأردن .. وإليكم التفاصيل للشباب الراغبين بالزيارة: أولاً : بطاقة الاقامة البيضاء لا تسمن ولا تغني من جوع - وهو يقصد البطاقة الأمنية التي تصدرها السلطات الأردنية للاجئين السوريين -، و ثانياً: المطار صار يطلب 'فيزا' من الأردن. لذلك يجب مراجعة السفارة او القنصلية الاردنية في تركيا قبل التفكير بالسفر". ثم أضاف: "بالنسبة لي كوني لم استخرج الفيزا.. راجعت مدير الملكية وابرزت له كل الاوراق التي تثبت ملكيتي لبيت وشركة وبطاقة نقابة المهندسين وفيزا كارد أردنية ورخصة سواقة اردنية .. ف "تحنن" علي الزلمة ووافق على سفري شريطة شراء بطاقة عودة من عمانلاسطنبول .. والجدير بالذكر انه لا يسمح بحمل اكثر من حقيبة واحدة بغض النظر عن وزنها. حتى لو كانت عشر كيلو فقط" وختم كلامه فقال: "اما في الجانب الاردني. فقد جلست في المطار حوالي الساعتين ثم تم حجز الجواز لاستلامه من عمان .. طبعا بعد ان تأكدوا اني مقيم قديم من خلال الاوراق التي ذكرتها قبل قليل". وكانت قد تسربت بعض التعليمات الموجهة لخطوط الطيران المتوجهة إلى عمان بعدم السماح لأي سوري بالتوجه إلى الأردن إلا في حال كان يحمل إقامة في الأردن -في الوقت الذي لا يوجد قانون أو نظام الإقامات للسوريين في الأردن -، كذلك من يحملون إقامات سارية في أوروبا أو أمريكا أو الخليج العربي، أو ركاب الترانزيت فقط.