وصف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، الذين يتلاعبون بالأسعار ويبيعون سلعاً منتهية الصلاحية ب "الغشاشين والمخادعين"، واعتبرهم من مرتكبي كبائر الذنوب، بحسب ما نشرته "الاقتصادية" اليوم. وقال إن الغش في المعاملات وبيع الناس بضائع فاسدة منتهية الصلاحية من الخداع للأمة، ومن هؤلاء من يغير علامات وحدود الأراضي المجاورة له لكسب أمتار إضافية بغير وجه حق. وحذر مفتي السعودية الذي عاد للخطابة أمس، في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض، بعد غياب دام نحو 85 يوماً إثر عارض صحي ألم به منعه من ذلك، من سبّ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مثنياً على التابعين، مشيراً إلى أن من يخوض فيهم فهو منافق وضال، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". ولفت إلى أن التجاوز على الصحابة من كبائر الذنوب وأعظمها، منبهاً من اتباع الهوى، والحكم على الآخرين ظلماً وعدوانا، وقذف المحصنات، وإتيان الكهنة والمنجمين فهي من كبائر الذنوب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". ويأتي حديث المفتي بعد أيام من دعوته لوزير التجارة والصناعة إلى أخذ الإجراءات المناسبة لمنع التلاعب في الأسعار، ووضع حد للتجاوزات التي تصدر من بعض التجار وملاك المحال التجارية، وأن التجار في السعودية يتمتعون بتسهيلات كبيرة وعدم فرض ضرائب عليهم. واعتبر المفتي تعاطي وترويج المخدرات والمسكرات من كبائر الذنوب، التي تؤدي بصاحبها إلى التهلكة، واصفاً جهود وعمل رجال مكافحة المخدرات بالمباركة، فهم يترصدون المروجين ويسعون إلى القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تغيب العقل والدين. وعد آل الشيخ الإخلال بالأمن وقذف المحصنات والنياحة على الميت وشهادة الزور من كبائر الذنوب، مبيناً أن الدين الإسلامي يقوي الروابط، وتطبيق الشريعة يجلب السعادة والطمأنينة، واجتماع الكلمة وتوحيد الصف، مطالباً بإخلاص الأعمال وعدم المجاملة في تطبيق تعاليم الإسلام على الواقع وأن هذا هو المطلوب. وأشار إلى وجوب تسليم المسلم بالقضاء والقدر، فإن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان، وينبغي على العبد المسلم ألا يخوض في القدر، وأن يؤمن بخيره وشره، فإن الإيمان بالقدر له عظيم الأثر في نفس المسلم وفي حياته، وهو من مظاهر الأدب مع الله. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره، قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".