– متابعات:- قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، إن الوفاء والبر بالعهود والمواثيق بين الدول يحقق مصالح للأمم والأمن والسلامة، داعياً إلى عدم نكث تلك الاتفاقيات. وأكد آل الشيخ أن الإسلام دعا إلى البر حتى مع غير المسلمين، وأنه لا يجوز ظلمهم، مستشهداً بقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وحذّر مفتي السعودية من ارتكاب خطباء أفعالاً تخالف الأقوال، والدعوة إلى البر وعدم فعله، مبيناً أن الدين الإسلامي يقوي الروابط، وأن تطبيق الشريعة يجلب السعادة والطمأنينة، واجتماع الكلمة وتوحيد الصف، مطالباً بإخلاص الأعمال وعدم المجاملة في تطبيق تعاليم الإسلام على الواقع وأن هذا هو المطلوب. وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، إن البر يعتبر من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وأن حسن الخلق والكلمة الطيبة والتعامل الأمثل من صفات المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ونبّه المفتي إلى أهمية التفات المجتمع للمساكين المتعففين الذين أنهكتهم الظروف وتكاليف الحياة من ديون وتكاليف وقلة مال، مبيناً أنه رغم عوزهم وحاجاتهم اليومية وعدم قدرتهم على تسديد الإيجار لا يسألون الناس، فالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف". وأشار آل الشيخ إلى وجوب تسليم المسلم بالقضاء والقدر، فإن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان، وينبغي على العبد المسلم ألا يخوض في القدر، وأن يؤمن بخيره وشره، فإن الإيمان بالقدر له عظيم الأثر في نفس المسلم وفي حياته، وهو مظاهر الأدب مع الله. وقال: إن على المسلم حسن الظن بالله، وتظن كمال رحمته وترضى بذلك، وإن ذلك دعاء الله، فقد أمرك الله بدعائه ووعدك بالإجابة، مستدلاً بقوله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون". ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره". وذكر مفتي السعودية أن في الصلاة نظافة وطهارة تجمل، ويجب أن يؤديها المسلم بكل أمانة وإخلاص وبكل صدق ويقين، موقناً أن لها أهمية عظيمة في حياة الإنسان، مشيراً إلى أن المفرّط في الصلاة والمضيّع لها يوشك أن ترد عليه أعماله، فلا تقبل ممن تركها زكاة ولا صوم ولا حج، وأن في ذلك خسارة عظيمة، وطالب بالدعوة إليها والحث عليها والخشوع فيها والطمأنينة في أدائها.