صدر مؤخرا عن منشورات مكتبة وهبة بالقاهرة كتاب "فقه الجهاد" للعلامة والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور يوسف القرضاوي، وهو الكتاب الذي عكف الشيخ علي كتابته سبع سنوات ليقدم بين دفتيه الجهاد وفقا لما جاءت به الشريعة الإسلامية من مشروعية الجهاد للدفاع عن المقدسات والأرض والعرض والمال وكل ما أمر الله تعالى بالدفاع عنه . وقدم القرضاوي لكتابه الذي يزيد علي ألف وأربعمائة صفحة : "وجدتُ من الواجب عليَّ أن أنهض للكتابة في هذا الموضوع، بعد أن شرح الله له صدري، فكم خطر في بالي منذ أنجزتُ كتابي "فقه الزكاة" أن أكتب شيئا مشابها في (فقه الجهاد)". وقسم القرضاوي وفقا لما ورد بموقع "إسلام أون لاين" موقف الناس من الجهاد إلى ثلاث فئات الأولى "فئة تريد أن تُهيل التراب على الجهاد، وأن تسقطه من حياة الأمة" والفئة الثانية "فئة فهمت الجهاد على أنه قتال العالم كله، مَن حارب المسلمين أو وقف في سبيل دعوتهم، أو فتن المسلمين في دينهم"، والفئة الثالثة "هي الأمة الوسط، التي هداها الله إلى الموقف الوسط، وآتاها العلم والحكمة، ورزقها البصيرة في فقه الشرع، وفقه الواقع، فلم تقع في تفريط الفئة الأولى التي تريد للأمة أن يبقى حقها بلا قوة، ومصحفها بلا سيف، وأن تبقى دارها بلا حُرَّاس، وحرماتها بلا حُماة أو إفراط الفئة الثانية وغلوِّها، التي تريد أن تقاتل المسالمين، وتشنَّ الغارة على الناس أجمعين، وتعلن الحرب على الأحمر والأسود. وعدد الشيخ –وفقا لقراءة قدمها رجب أبو مليح - أصناف الناس الذين يحتاجون هذا الكتاب، لفهم قضية الجهاد فهما دقيقا لا غلو فيه ولا تفريط، وكأنه استوعب فئات المجتمع بأسره، المسلمين منهم وغير المسلمين، الحكام والمحكومين، العسكريين والمدنيين، والمفكرين والمثقفين في عشر فئات كاملة أحسبها استوعبت فئات المجتمع كله. واعتمد القرضاوي على ست ركائز شكلت منهج كتابه، وهي: القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وكنوز الفقه الإسلامي كله بطوله وعرضه، كما يعتمد على المقارنة بالشرائع السماوية، والنظم الوضعية، مراعيا الواقع المعاصر الذي تعيشها البشرية، ومتبنيا المنهج الوسطي الذي تبناه الشيخ في كل كتبه وبحوثه وفتاواه، ساقها من خلال أبواب الكتاب العشرة. وأكد الدكتور "عبد الله النجار" عضو مجمع البحوث الإسلامية في تصريحات أبرزتها صحيفة "المصري اليوم" أن هناك وجهتي نظر في الجهاد، الأولى هي أنه مشروع لنشر الدين وتحقيق التوسع الإسلامي، ورد على هذا الرأي الكثير من الفقهاء وأكدوا انه قد انتهى وان هذا كان مشروعا في وقت محدد فقط، أما الآن فلا وجود له وإلا سنقضي حياتنا كلها في حروب . وأضاف : أما الرأي الثاني فيرى أن الجهاد مشروع للدفاع عن النفس والمقدسات والأوطان لدفع الأذى والرد على الاعتداء، لقول المولى عز وجل " فإن قاتلوكم فاقتلوهم " وهذا اللون هو ما ركز عليه الدكتور "القرضاوي" في كتابه الجديد عن "فقه الجهاد" .