يتوافد الكثيرون على مقاهي الانترنت والفنادق في مقديشو لتجربة خدمة الانترنت السريع الجديدة، وذلك بحسب تقرير "بي بي سي عربي"، وفي ما يلي التفاصيل: يعيش بعض سكان العاصمة الصومالية مقديشو حالة من "الصدمة الثقافية" منذ إطلاق خدمة الانترنت السريع عبر الألياف البصرية الأسبوع الماضي. قال ليبان إغال، من شركة "صوماليا وايرلس" لخدمة الانترنت اللاسلكي في الصومال، "حينما يظهر فقط أي مقطع فيديو أو موقع .....يشعر الأشخاص باندهاش شديد جدا من سرعة الانترنت". وحتى الآن، تتوفر خدمة الانترنت في الصومال عن طريق الاتصال الهاتفي أو عبر الأقمار الاصطناعية. وكانت خدمات انترنت الجيل الثالث للهواتف المحمولة قد أوقفت في البلاد إثر تهديدات من مسلحين اسلاميين، حيث أصدرت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة بيانا في يناير/ كانون الثاني طالبت فيه بوقف جميع خدمات الانترنت. وقالت إنها ستعتبر كل من لا يمتثل لقرارها "عميل للعدو"، وستتعامل معه "وفقا للشريعة الإسلامية". وكانت مجموعة الشباب طُردت من العاصمة مقديشو في أغسطس/ آب 2011، لكنها لا تزال تسيطر على العديد من البلدات الصغيرة والمناطق الريفية وسط البلاد وجنوبيها. وعلى الرغم من إيقاف خدمة الجيل الثالث من الانترنت في جميع أنحاء البلاد، فإن مشروع إطلاق الانترنت عبر الألياف البصرية لم يتوقف في مقديشو، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في الصومال معلمو محمد. "فائدة عامة" -------------- وقال مراسلنا إن وصلات الألياف البصرية، التي بدأت بعض شركات الانترنت باستخدامها الأسبوع الماضي، متوفرة في العاصمة مقديشو فقط. ويتوافد الناس على الفنادق ومقاهي الانترنت لتجربة الخدمة السريعة. ويرى بعضهم مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات الفيديو مثل "يوتيوب" لأول مرة. ويقول ليبان إغال إن الفرق في السرعة كالفرق بين "العتمة والضياء". ويضيف أن الأمر بمثابة "صدمة ثقافية" بالنسبة لمن لم يغادر الصومال مطلقا، أما بالنسبة للعائدين من الشتات فيمثل "ارتياحا". وأوضح أن هذه الخطوة تعتبر دَفعة كبيرة للبلاد التي تسعى للتعافي من حرب أهلية استمرت عقدين، مضيفا أن "الناتج المحلي الإجمالي يرتفع في كل بلد يستخدم كابلات الألياف البصرية إذ ينخفض الإنفاق على الاتصالات". ويرى إغال أن "جميع مناحي الحياة ستتأثر (بخدمات الانترنت السريع)، فالشركات والحكومة والجامعات جميعهم سيستفيدوا". ومن ناحية أخرى، أوضح مراسلنا إن الأوضاع الأمنية ستحول دون مد الخدمة إلى باقي أنحاء البلاد. يذكر أن الصومال يشهد منذ 1991 معارك بين مسلحين قبليين وسياسيين متنافسين ومسلحين إسلاميين من أجل السيطرة على البلاد، وهو وضع تسبب في انتشار حالة من الفوضى وغياب القانون. وتساعد قوات من الاتحاد الأفريقي الحكومة الصومالية، المدعومة من الأممالمتحدة، في مواجهة الشباب.