أوضح المفكر الإسلامي الدكتور د. ناجح إبراهيم عبدالله في حواره مع ملحق «آفاق الشريعة» أن قرار المملكة العربية السعودية بإدراج جماعة الإخوان جماعة إرهابية شأن يساعدها على الاستقرار الداخلي، مشيراً إلى أن الخلط بين مهمة الداعية والسياسي أضر بالحركات الإسلامية عامة؛ لأن الداعية مهمته هداية الخلائق إلى الخير والبر والصَلاح أما السياسي فيشغله فقط الوصول إلى السلطة، وأن شيوع الخطاب التكفيري بدرجة أو بأخرى مرتبط بالأخطاء السابقة، وفي إطار هذا الموضوع كان لصحيفة "اليوم" الحوار التالي: في البداية حدثنا عن المراحل التاريخية بين جماعة الإخوان المسلمين والمملكة العربية السعودية؟ مرت بعدة مراحل رئيسية انتهت بعداء الجماعة للمملكة والانحياز لدولة قطر، والعلاقة بدأت بسماح المملكة العربية السعودية بتواجد الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة بممارسة الدعوة على أراضيها ورغبته في إبداء التقارب مع الدعوة هناك. وبدأت بعمل الشيخ البنا مدرساً في السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي، ولما حج الشيخ البنا 1936م حجته الأولى استضافه الملك عبدالعزيز ضمن كبار ضيوف الحج فألقى كلمة أمامه ووقتها رحبت جريدة أم القرى السعودية الرسمية بالبنا باعتباره من كبار الحجاج، ثم كان البنا بعدها يلقي الخطب والمواعظ على الحجاج ويستضيفه الملك عبدالعزيز وينزل ضيفاً على الحكومة السعودية، ومن خلال زيارات الحج استطاع الشيخ البنا دعوة الجنسيات الأخرى محولاً دعوة وتنظيم الإخوان من المصرية إلى الإقليمية ويختار مرشدين في سوريا والسودان والأردن وغيرها. والمرحلة الثانية كانت إبان فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. القرار السعودي ----------------- تعليقك على قرار المملكة العربية السعودية بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية؟ السعودية دولة صبورة لا تتكلم كثيراً وتقوم بقراءة المستقبل وأمنها القومي يهمها كثيراً، وإن القرارات السعودية تتسم بالصبر والهدوء والبعد عن الإثارة الإعلامية، وقرارها بإدراج جماعة الإخوان جماعة إرهابية شأن يساعدها على الاستقرار الداخلي حسب رؤيتها، والإخوان فرطوا في السعودية من أجل قطر عند صعودهم للحكم، وبدأوا ينصبون العداء للنظام السعودي وهو ما أغضب السلطة في المملكة مما أدى لتدهور العلاقة معهم. قناعات قائمة ------------- هل العلاج الفكري ضروري لمواجهة الجماعات التكفيرية؟ إن العلاج الفكري والشرعي ضروري لمواجهة الجماعات التكفيرية، لأن الأفكار المنحرفة تنبت من العقل ولا بد أن نعالج العقول كما أنه لا بد أن يفهموا أن الإسلام حرم الدماء وأن كل الدماء معصومة بينما تؤمن هذه الحركات بعكس ما جاء به الإسلام وهي أن الدماء عندهم مباحة، وهؤلاء يتحركون على قناعات قائمة على التكفير منها أن الشرطة والجيش مؤسستان كافرتان. رفع الظلم ---------- بماذا تحذر جماعة الاخوان المسلمين؟ أحذر جماعة الاخوان من الاستمرار في اللجوء لأعمال العنف والإرهاب التي تؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوفهم، وأطالبهم بضرورة السعي لوقف نزيف هذه الخسائر قبل الحصول على أي مكاسب بدلاً من الدخول في مغامرة تلو الأخرى، والإخوان أخطأوا في تحالفهم مع التكفيريين، وإذا كانت جماعة الاخوان تراهن على عودة المخلوع مرة أخرى فهم مخطئون، بل إن عودته للحكم أصبحت مستحيلة واذا كان الإخوان يظنون أن التظاهرات والفعاليات التي يقومون بها من قطع الطرق والمواصلات ومحاولات وقف الدراسة؛ لتعطيل الدولة المصرية وإفشالها وشلها وإرباكها يضر بالحكومة فهم مخطئون، فهذا لن يجلب إلا سخط المصريين على كل الحركات الاسلامية ولن يضر بالحكومة على الإطلاق. قيادة الدولة ----------- كيف تنظر إلى مستقبل تيار الإسلام السياسي في مصر؟ تيار الإسلام السياسي يحتاج إلى مراجعة في عدة نقاط وهي على النحو التالي: - أولها التضخم المرضي للذراع السياسي للحركة الإسلامية على حساب الذراع التربوي والدعوي والاجتماعي. - والتمييز بين فقه الجماعة وفقه الدولة، فالكارثة التي حدثت في الفترة الماضية كانت نتيجة قيادة الدولة بعقلية الجماعة. - ثم محاولة إلغاء مؤسسات الدولة لحساب الجماعة. - وأخيرا التمييز بين العقدي الثابت وبين السياسي المتغير، والاعتقاد عملاً وسلوكاً بأن (الإسلام) المعصوم يختلف عن (الحركة الإسلامية) غير المعصومة، وأن (الإسلام) المعصوم يختلف عن (الإسلامي) غير المعصوم، وأن (الإسلام) المعصوم يختلف عن (الفكر الإسلامي) غير المعصوم، وإذا حدثت مراجعات من قبل أبناء الحركة الإسلامية في كل هذه النقاط فبلا شك سوف يستمر ويتطور تيار الإسلام السياسي ويتجاوز محنته الراهنة ويصل إلى مبتغاه. القلوب السليمة -------------- ما تعليقك في أن الخلط بين مهمة الداعية والسياسي أضر بالحركة الإسلامية؟ لا شك أن الخلط بين مهمة الداعية والسياسي أضر بالحركات الإسلامية عامة؛ لأن الداعية مهمته هداية الخلائق إلى الخير والبر والصَلاح، أما السياسي فيشغله فقط الوصول إلى السلطة حتى لو داس في طريقه على كل القيم. مهمتنا الأساسية ---------------- ما خطورة ظهور الخطاب التكفيري من جديد؟ لاشك أن شيوع الخطاب التكفيري بدرجة أو بأخرى مرتبط بالأخطاء السابقة، بالإضافة إلى أن بعض الدعاة نسي أننا دعاة لا قضاة، وأنه ليسَ من مهمتنا إخراج المسلم من دينه بتكفيره أو تفسيقه أو تبديعه، ولكن مهمتنا الأساسية هي إدخال الناس في الدين وتحبيب الخلق للحقِ «سبحانه وتعالى». رابط فيديو ناجح ابراهيم مع محمود سعد: http://www.youtube.com/watch?v=zeMXPOHFThQ فيديو سابق: http://youtu.be/qVK-QpJNxxY السيرة الذاتية لدكتور ناجح ابراهيم: مواليد مصر - ديروط في 11/10/1955 م بكالوريوس الطب والجراحة جامعة أسيوط ليسانس الآداب دراسات إسلامية جامعة المنيا ليسانس حقوق جامعة القاهرة قاد مبادرة منع العنف والمراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية والتي تخلت بها عن العنف وحلت بها الجناح العسكري ورجعت إلى الوسطية الإسلامية ألّف 25 كتاباً في الدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي طبع بعضها في السعودية