تدفع الظروف الاجتماعية بعض الفتيات إلى اتباع أساليب غريبة لتحقيق حلم الزواج منها الاتصال بأحد الدعاة والطلب منه البحث عن الزوج الصالح ، كما يلجأ بعض الآباء للبحث عن الرجل المناسب لابنته على طريقة المثل السائد "اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك". ووفقا لما ورد بجريدة " الوطن " السعودية أكد الاختصاصيون أن وجود الحوار الصريح داخل الأسرة حول هذا الأمر مهم لمعرفة احتياجات الأبناء وتجنيبهم الأخطار الاجتماعية . وقالت الفتاة س. الشهري وهي إحدى الفتيات التي تجاوزت ال35 دون أن يتقدم أحد لخطبتها :" أمضيت عمري في انتظار شاب يطرق الباب لخطبتي، وحين وصلت لهذا العمر قررت أن أسعى للأمر بنفسي خاصة أنه لم يعد يتقدم لي بعد هذا العمر سوى متزوج أو مطلق أو أرمل أو مسن فقمت بالاتصال على أحد الدعاة في الرياض وطلبت منه أن يبحث لي عن زوج صالح وأن يضعني محل ابنته وشددت عليه أن يجعل الأمر سرا كي لا يصل الخبر لأسرتي التي بالطبع لن تتقبل قيامي بهذا العمل وستعده منافيا لتربيتي فالفتاة لدينا لابد أن تنتظر النصيب دون أن تسعى لنفسها بالستر". وأضافت نفس الفتاة قائلة :" بعد أقل من شهر أرسل لي الشيخ الداعية رسالة على جوالي يطلب رقم والدي فكدت أطير من الفرح وأرسلته مباشرة له وبالفعل هاتف أحدهم والدي وخطبني وسأل أهلي عنه ووافقت على الزواج منه وتمنيت أنني قمت بهذا السعي منذ سنين نضجي الفكري والعمري الأولى". ومن جانبها قالت فوزية عامر وهي طالبة جامعية :" إن الجميع يعتقدون أن أسباب العنوسة مقتصرة فقط على عضل الآباء للفتيات بسبب الرواتب ولكن في الحقيقة أن أكثر العوانس من فئة العاطلات عن العمل من خلال الواقع والمعلمات أو المتوقع عدم زواجهن بسبب رغبة آبائهن في رواتبهن هن الأكثر حظا في سرعة الزواج بعكس المتوقع، فالمسألة أضحت مسألة عدم تقدم أحد لخطبة الفتيات أو عدم اعتناء الأسر بشأن السعي في تزويجهن وهذا أمر مشروع لا عيب فيه ولا حرام". وكشف محمد العمري وهو أب لثلاث فتيات أنه حينما شعر باقتراب الخطر وفوات قطار الزواج على فتياته الثلاث اللائي بلغن ال30 من أعمارهن قرر أن يسعى في تزويجهن وأن لا يقف في موقف انتظار أحد يطرق الباب لخطبتهن في الوقت الذي يخشى عليهن من الزمان وأنه لن يبقى ووالدتهن لهن عائشين طوال الحياة فتوجه لأحد "الدلالين" كما يسمونهم في منطقة عسير وهم أشخاص يقومون بدور الخاطبة وقام بطلبه أن يبحث لهن عن أزواج ، قائلاً :" زوجت الأولى بهذه الطريقة بعد توفيق الله والباقيات في طريقهن للزواج بإذن الله". ومن جانبه بين خلف بن سعود الشمري الأخصائي الاجتماعي بمديرية الشئون الصحية بالجوف أن المجتمع السعودي ما زال يعتبر مسألة الزواج من الأمور الحساسة جدا فيما يتعلق بالفتاة وشريحة كبيرة من المجتمع ترفض أن تفصح الفتاة عن رغبتها في الزواج لاعتقادهم بأن هذا منافِ لحيائها . وقال الشمري :" إن الفتاة لدينا لو بإمكانها الإفصاح عن رغبتها في الزواج عند بلوغها عمراً معيناً لما انتشرت مثل هذه السلوكيات، إلى جانب أن العمر ليس مقياساً لتحديد الزواج فالنضج الفكري عادة مرتبط بالتربية والخبرة الحياتية التي عاشتها الفتاة وبغض النظر عن مسألة العمر ".