كشفت دراسة وصفية أجريت على مجتمع مدينة الرياض، وطبقت على مراجعات مراكز الرعاية الصحية الأولية، أن 73 في المئة من الزوجات في العينة التي حوت 285 استمارة يتعرضن للإساءات اللفظية من الأزواج. وحددت الباحثة منيرة السبيعي في الدراسة نوعية الإساءة بالصراخ ورفع الصوت والتذمر من الزوجة دون أسباب، وإسكاتها بطريقة محرجة وبألفاظ مخزية، وشتمها وشتم والديها وأسرتها، وإهانتها بألفاظ تقلل من قدرها واستخدام ألفاظ اللعن لها ولأسرتها، وإهانتها بألفاظ جنسية معيبة، ومعايرتها بشكلها وإطلاق ألفاظ تقلل من قيمتها العقلية وألفاظ مخجلة متجاهلاً مناداتها باسمها، وكثيراً ما يصاحب هذه الإساءات التهديد بالضرب أو الخنق والقتل أحياناً. جاء ذلك بحسب ما نشرته "الحياة" الخميس في تقريرها التالي: وأظهرت نتائج البحث أسباب توجيه الإساءة اللفظية للزوجة: مزاج الزوج العصبي يأتي في المرتبة الأولى، يليه اعتياد الزوج على توجيه الإهانات والإساءات اللفظية دون أسباب، ثم استفزاز الزوجة للزوج، وتليها الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها الأسرة، إضافة إلى تأثره بالآخرين وتقليدهم، ويأتي بعدها دور الأمراض النفسية وتعاطي الكحول والمخدرات. وخلصت الدراسة إلى استجابة الزوجات وردود أفعال متنوعة، إذ إن 15 في المئة منهن التزمن الصمت ويفضلن عدم اتخاذ أي رد فعل، و39 في المئة منهن رددن الإساءة اللفظية بمثلها، و 64 في المئة منهن امتنعن عن الاهتمام بالبيت والطبخ نكاية لهم عن اساءتهن، وكانت ما نسبته 73 في المئة منهن يقمن بتأليب الأبناء على آبائهم انتقاماً وثأراً لكرامتهن، أما 58 في المئة فيخرجن من بيوتهن لبيوت أهلهن عند توجيه الإساءة اللفظية، وكانت 10,7 في المئة يتوجهن إلى مراكز اجتماعية للاستشارة، بينما 30,7 في المئة يحملن أنفسهن مسؤولية ما يحدث، وكانت 16,8 في المئة يبادرن بالتقرب إلى أزواجهن والاعتذار منهم ونسيان الأمر. وعن تأثير الإساءة اللفظية الموجهة للزوجة على العلاقة الزوجية الخاصة اتضح أن 53,6 في المئة يعشن مع أزواجهن في نفس البيت ولكنهن منفصلات عنهم في غرف أخرى دون طلاق، و30,7 في المئة يشعرن بفتور في العلاقة الزوجية، فيما تمتنع 36 في المئة عن إقامة العلاقة الزوجية، وأشارت 11 في المئة منهن إلى تجاوب معهم عاطفياً لتستمر وتيرة الحياة، بينما أوضحت 29 في المئة أنه لا علاقة بين مشاعرهن العاطفية وإساءاتهم اللفظية، وقد طلبت 54 في المئة من الزوجات الطلاق نتيجة تكرار الإساءة اللفظية عليهن. وعن تأثير مشاهدة الإساءة اللفظية للزوجة على الأبناء من ناحية تقليدهم للمسيء واستخدامهم لنفس الألفاظ التي يسمعونها وتوجيهها أيضاً للأم وللآخرين داخل وخارج الأسرة فاتضح أن67 في المئة من عينة البحث يكون لديهن أحد الأبناء يعاني نفسياً بسبب تلك الإساءات. أما 64,3 في المئة من الأبناء فكانوا يستخدمون نفس ألفاظ والدهم ويوجهونها للأم، و44,3 في المئة كان الأبناء يستخدمون الألفاظ نفسها في شجاراتهم مع أقرانهم، فيما أوضحت الدراسة أن 81 في المئة من الأبناء يواجهون تخلفاً دراسياً حين يعيشون في هذه الأجواء. وأبانت الدراسة أن الاستقلال الاقتصادي للمرأة يعتبر نقطة قوة لها، كما أن تعليم الزوج يقلل من حدوث الإساءة اللفظية، وفي ما يختص بإدمان الزوج على الكحول والمخدرات فإن هناك علاقة ارتباطية طريدة وقوية جداً مع كل محاور الدراسة لما للإدمان من تأثير على صحة العقل والعلاقات الاجتماعية والدخل الاقتصادي والحالة النفسية والعلاقة الجنسية بين الزوجين. وأشارت الدراسة إلى أن خيار لجوء الزوجات إلى خبير مختص في العلاقات الأسرية يأتي في المراحل المتأخرة إذ بلغت النسبة 10,7 في المئة. وأوصت الدراسة بأهمية إفراد دراسات متخصصة بكل نمط من أنماط الإساءة أو العنف ضد الزوجة وضد المرأة بشكل عام، وإلى أهمية أن تجرى دراسات توضح أسباب عزوف الزوجات في هذه الأحوال من اللجوء إلى خبير أو مختص في الاستشارات الأسرية، كما أوصت بأهمية إعداد برامج توعوية من مختلف التخصصات وإقامة دورات تأهيل للراغبين في الزواج، وأن يدرج الفحص النفسي ضمن برامج فحص الزواج الطبي، كما أوصت الباحثة إلى أن يكون هناك دور كبير لخطباء المساجد لنشر مبادئ الرحمة والرفق واللين في التعامل بين الزوجين، وأكدت على وسائل الإعلام بأجهزته المختلفة للتصدي إلى مثل هذه المشكلات ومناقشتها إعلامياً والتوعية والتثقيف من خلالها.