القاهرة - ايمان عيسى - رفع الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني، أستاذ العقيدة والأديان والفرق والمذاهب بكلية الشريعة وأصول الدين جامعة "الملك خالد" بالسعودية، دعوى قضائية ضد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية، يتهمه فيها بسبه وقذفه، ويطالبه بمليون جنيه على سبيل التعويض. واتهم الرضواني، في دعواه التي رفعها أمام محكمة جنوبالقاهرة، مفتي الجمهورية بالتعرض لشخصه ودراسته التي تحمل عنوان "أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة"، بالسب والقذف والإهانة بصورة تخالف العلم والموضوعية وأمانة العرض من خلال أسلوب خلا من أي نقد علمي أو موضوعي. وأكدت الدعوى التي تقدم بها المحامي طه موسى أن الدكتور جمعة أطلق لنفسه العنان في كيل الاتهامات لأستاذ العقيدة في محاضرة ألقاها بمسجد السلطان حسن ونشرها على موقعة على الانترنت، حيث وصمه بأفظع النقائض وبصورة تجاوزت كل حد، وخرجت عن كل تقليد، وداست كل آداب. كما اتهمت مفتي الجمهورية بأنه شبه الرضواني بطائر السنور الذي أراد أن يرتفع فوق النسر، كما شبهه بالحمير والشاه والبقر الذين لا يقدرون العلم ويضيعونه، وكالأنعام التي لا تسمع لصوت العلم، والضفادع التي تصدر صوتًا ضجيجًا للفت الأنظار إليها، وأنه مهووس "بليد" تم تسميته بالفقيه المدرس، وأنه غره شيطانه فأنكر الوارد المستقر الشائع المجمع عليه في الأمة، وبأن كلامه يجب أن يمسح كليًة من ديوان العلم، وأنه أنكر بدراسته القواعد التي أجمع عليها العلماء لأجل الفتنة والمال. وأوضحت أن مفتى الجمهورية اتهم أستاذ الشريعة بأنه يضع نفسه في درجة صحابي جليل كأبو هريرة، رضي الله عنه، وأنه ملأ بدراسته الأرض رائحة كريهة، وأنه ألف خمس مجلدات يثبت باطلة، وبأن كلامه ضرب عشوائي سخيف لا يرقى للرد عليه أو التشكيك فيه، وأن مقصده هو إثارة الفتنة بين المسلمين. واعتبرت الدراسة هذه الاتهامات والأوصاف بأنها لا تليق بالصدور من رجل من أهل العلم كالدكتور جمعة والذي له قدره ومكانته، خاصًة أنه يعلم جيدًا أن الإسلام يجرم محاكمة النوايا التي لا يعلمها إلا الله ويحرم رمي الناس بالباطل، ويرحم الفحش في القول والسب واللعن. يذكر أن الرضواني انتهي في دراسة له حول "أسماء الله الحسنى" إلى أن 21 اسمًا من الأسماء المتداولة بين المسلمين ليست من أسماء الله الحسنى ولكن أغلبها أفعال وأوصاف لا يجوز الاشتقاق منها ولا يصح تسمية الله تعالى بها ك "الخافض، المعز، المذل، العدل، الجليل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المميت، الواجد، الماجد ، الولي، المقسط، المغني، المانع، الضار، النافع، الباقي، الرشيد الصبور". وعُرضت الدراسة على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من خلال ثلاثين محاضرة مسموعة ومكتوبة نصًا على إسطوانة كمبيوتر مدمجة وبعد أن قام المجمع بفحصها ومراجعتها والتدقيق فيها لمدة ستة شهور أقر بصحتها وبعدم تعارضها مع العقيدة الإسلامية وصرح له بطبعها ونشرها وتداولها في فبراير من عام 2005.