قال الشيخ د. صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام إن المسلمين جسد واحد، يجب أن يشعر بعضهم ببعض، وأن من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وأضاف في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام اليوم أن المؤمن الحق هو من يعتبر بأيام الله وتقلباتها، "وتلا قوله تعالى"وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا". جاء ذلك بحسب تقرير نشرته "رأي اليوم" على موقعها الجمعة ونص التقرير: أشار بن حميد إلى أنه من تعاليم ديننا ، الربط بين أحوال الدنيا وبين أيام الآخرة ، استعدادا وعبرة. وقال إنه من مواطن الاعتبار اختلاف الفصول وتعاقبها من صيف وشتاء وخريف وربيع وقال إن الشتاء ربيع المؤمن، يطول ليله فيقومه، ويقصر نهاره فيصومه. وتابع: شتان بين من يتلذذون بالتلاوة والذكر، ومن يبيت غافلا وشتان بين أقوام يبيتون لربهم سجدا وقياما، يتذكرون في الشتاء زمهرير جهنم. وقال: من مواطن العبر ما وصّى به الفاروق: إسباغ الوضوء في اليوم الشاتي. مشيرا إلى أنه يباح تسخين الماء والتيمم إذا خاف شدة البرد البرد عدو سريع دخوله. وقال إن الله خصّ الدفء بالذكر، في قوله تعالى "والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع″ "لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا". وقال بن حميد إن الله جعل لكم من دنياكم عبرة، فيه مناسبة لمحاسبة النفس ، والاستعداد ليوم الحساب. وطالب بن حميد بتذكّر ما أنعم الله به على أهل الزمان، من وسائل التدفئة، وأضاف: اذا جلستم في دفئكم ومطاعمكم، تذكروا أسرا في الشام ترتعد فرائصهم من شدة البرد، ويمزق الصقيع أوصالهم ويجمد عروقهم. وأبدى بن حميد تأثره البالغ من الأسر التي فقدت الاهل والوطن، وذاقت آلام الفقد والثكل. ودعا بن حميد الله أن يعجّل بنصر أهل الشام بعد أن عظم عليهم الخطب واشتد عليهم الكرب، وأن يرسل رحمته ولطفه ودفئه على أهلنا في بلاد الشام رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا.