أطلق نشطاء مصريون، مؤخرا، حملة لمقاطعة أفلام عيد الأضحى، بعنوان "هنقاطع (سنقاطع) الاسفاف.. مصر مش (ليست) راقصة أو بلطجي"؛ احتجاجا على سيطرة قصص البلطجية (الخارجين على القانون) والراقصات على أغلب الأفلام المعروضة. وتتنافس 8 أفلام سينمائية في مصر على إيرادات موسم عيد الأضحى، والذي عادة ما يشهد إقبالا جماهيريا خاصة من الشباب والمراهقين. واللافت في أفلام العيد هذا العام سيطرة لون واحد حيث الاستعانة بالراقصة والبلطجي كعامل مشترك في شخصيات الأفلام المعروضة. وقال "سيد فتحي"، مدير غرفة صناعة السينما المصرية لوكالة الأناضول، إن دور العرض تشهد منافسة 8 أفلام؛ أربعة منها جديدة وهي أفلام (القشاش، هاتولي راجل، عش البلبل، 8%)، أما الأفلام الأربعة الأخرى فهي مستمرة من موسم عيد الفطر المبارك والتي تضررت إيراداتها كثيرا بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر مؤخرا، وهذه الأفلام هي (قلب الأسد، نظرية عمتي، كلبي دليلي، البرنسيسة). وبالتوازي مع بث المقاطع الترويجية لهذه الأفلام على شاشات القنوات المحلية ، تجاوب نشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" وفيسبوك" مع حملة "هنقاطع الاسفاف.. مصر مش راقصة أو بلطجي"، مشددين على أن أفلام العيد لهذا العام لا تناقش أي من المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري. وفي إطار التدليل على وجهة نظرهم قام النشطاء بنشر صور من الشارع لأحد المراهقين، وهو نصف عاري ويقص شعره بطريقة غريبة، متشبها ببطل فيلم "قلب الأسد" الممثل الشاب محمد رمضان. وقال منظمو الحملة على صفحتهم على "فيس بوك": أفلام العيد الآن أصبحت بلطجي وراقصة وأغنية شعبي، وهذا ليس الواقع المصري"، مشيرين إلى أن هذه الأفلام قامت بتجميع "أسوأ" ما في المجتمع وعرضتها في فيلم واحد. وأضافوا: نحن لدينا عشوائيات في مصر وفقراء، ولكنهم ليسوا بلطجية ولا يشربوا الخمور ولا يتحرشوا بالنساء، مثلما تصور هذه الأفلام". واستشهد منظمو الحملة بالمسلسلات التركية، التي ركزت على أجمل ما في بلدانهم وقاموا بتقديمه من خلال الفن، مؤكدين أنه عندما تسأل أحد عن تركيا سيقول لك إنها بلد جميل ونظيف وراقي – حتى لو لم يقم بزيارتها – وذلك بسبب المسلسلات والأفلام. وقال أحد المنضمين للحملة، في تعليق له على "تويتر"،: "هنقاطع أفلام العيد.. مصر مش رقاصة وفرح وشاب منحرف". فيما قالت الناشطة هدى عبد الظاهر: أرجو من حملة "هنقاطع الاسفاف" النزول للجماهير الغفيرة في المناطق الشعبية والأحياء القديمة والحديث معهم بأن مشاهدة هذه الأفلام ستخلق جيلا مش(ليس) متربي .. المجتمع يحتاج إلى التوعية". بينما نددت مبادرة "مش هاسكت (لن أسكت) على التحرش" بهذه الأفلام. المبادرة التي تأسست منذ فترة وتجاوبت مع حملة "هنقاطع الاسفاف"، اعتبرت أن نوعيات الأفلام مثل تلك المقدمة في عيد الأضحى "عاملا مؤثرا" في ازدياد معدلات التحرش ضد النساء والفتيات في مصر. وطغت موجة من الأفلام، التي يصفها نقاد سينمائيون ب "الشعبية"، على أفلام عيد الأضحى في ظل تراجع ألوان أخرى من الموضوعات التي تعكس الواقعين الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه المصريون. وتصاعد حضور وسيطرة هذا النوع من الأفلام خلال العامين الماضيين، وهو ما أثار انتقاد خبراء اجتماعيون، معتبرين أنه يهدد مستقبل جيل كامل بسبب منظومة القيم التي تصدرها هذه النوعية من الأفلام. ومن هذه الأفلام "عش البلبل"، الذي يتناول البيئة التي ينشأ فيها الراقصات والمطربون الشعبيون، من خلال قصة حياة سائق تاكسي يتحول إلى أشهر مطرب شعبي، والفيلم يقوم ببطولته المطرب الشعبي سعد الصغير، وحورية فرغلي. ويعرض أيضا فيلم "القشاش"، والذي يقوم ببطولته الفنانين؛ حورية فرغلي، محمد فراج، هالة فاخر، وهو إخراج إسماعيل فاروق، وتدور أحداثه حول طفل يتوه من أهله وتتبناه سيدة تعمل في ملجأ، وعندما يكبر يتهم في جريمة قتل مما يؤثر بشكل كبير على مجرى حياته. أما فيلم "هاتولي راجل" فهو بطولة الممثلين؛ يسرا اللوزي، شريف رمزي وإخراج محمد خضر، ويدور في إطار كوميدي حول علاقة الرجال بالنساء من الطفولة وحتى مرحله الشيخوخة في إطار ساخر. أما رابع أفلام عيد الأضحى الجديدة فهو فيلم 8%" والذي يلقى الفيلم الضوء على عالم الفرق الغنائية الشعبية والمراحل التي تمر بها وذلك في إطار كوميدي، والفيلم بطولة مي كساب والمطربين الشعبيين؛ أوكا وأورتيجا وشحته وكاريكا. ولايزال فيلم "قلب الأسد" يعرض خلال عيد الأضحى، وهو الفيلم الذي حقق أعلى الايرادات في عيد الفطر الماضي، وهو من إخراج كريم السبكي، ويشارك في البطولة حورية فرغلي، وحسن حسني، وعايدة رياض. كما يستمر فيلم "كلبي دليلي" في سباق عيد الأضحى، والذي يقوم ببطولته سامح حسين، وهو فيلم من نوعية الأفلام الكوميدية، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة ينقل من عمله بجنوب البلاد قرية "مارينا"، الساحلية الراقية، فيصطدم بالعديد من الفوارق بين الطبيعة التي كان يعمل بها والواقع الجديد الذي يعيش فيه. كذلك يعرض فيلم "نظرية عمتي" في موسم عيد الأضحى ، ويقوم ببطولته الممثل الشاب حسن الرداد في أول بطولة له وتشاركه البطولة حورية فرغلي، وتدور أحداثه في إطار كوميدي أيضًا حول فتاة تبحث عن شريك حياتها وفارس أحلامها. ونفس الحال مع فيلم "البرنسيسة" لعلا غانم، والذي تدور أحداثه حول بائعة مناديل في مرآب للسيارات وتحلم بالثراء، مما يدفعها إلى العمل في ملهى ليلي، وبعد سلسلة من الأحداث تصبح هي نفسها صاحبة الملهى، الذي كانت تعمل فيه.(الأناضول)