دعا الشيخ حسن الصفار إلى تحصين بلدان المنطقة من »طوفان الفتن والمشاكل« عبر تعزيز الشراكة الوطنية وإقامة العدل والمساواة ومنع»جرثومة«التحريض على الكراهية بين المواطنين. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 14 ذو القعدة 1434ه الموافق 20 سبتمبر2013م في مدينة القطيف شرق السعودية. وقال الشيخ الصفار »نحن بحاجة الى الوعي لكي نحمي أوطاننا ونزيل القابلية للفتن التي يتسبب بها اختلال ميزان العدالة وانتشار ثقافة التحريض والكراهية بين الناس«. وأضاف ان بلاد العرب والمسلمين باتت تواجه طوفانا من الفتن والمشاكل والاحترابات القومية والدينية والسياسية، داعيا الناس في كل وطن إلى أن ينأوا ببلادهم عن القابلية للفتنة. ودعا الداعية الشيعي إلى نبذ التمييز واعتبار كل المواطنين شركاء في تراب الوطن وثرواته وهم مسؤولون جميعا عن مصلحة وطنهم. ومضى يقول »هذا القانون والنظام الذي يحفظ العدل والمساواة بين الناس ويحصّن البلاد عن الفتنة«. وطالب أمام حشد من المصلين بسنّ قوانين رادعة وأنظمة تحصن المجتمع من تأثير »جرثومة« التوجهات العنصرية وثقافة التحريض والكراهية. وتابع »من أسوأ الميكروبات التحريض على الكراهية، وإثارة العنصرية والبغضاء بين الناس على أساس انتماءاتهم المختلفة«. وأعرب الشيخ الصفار عن أسفه لترك الأبواب مشرعة لدعاة الفتنة والتحريض على الكراهية عبر المنابر ووسائل الإعلام في الكثير من البلدان العربية والإسلامية. داعيا وسائل الإعلام وخطباء المنابر إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وأوطانهم وأن يتحسبوا لعواقب التحريض على الكراهية التي دفع ثمنها عشرات آلاف الضحايا في البلاد المجاورة. وحذر الشيخ الصفار من الوقوع في فخ الفتنة التي اجتاحت البلاد الأخرى التي باتت تبحث عن طوق نجاة بعد أن ذاقوا آلام الفتنة ودفعوا أثمانا باهظة من أرواحهم في إشارة إلى العراق. ومضى يقول »علينا أن نعيش مصالحنا الحاضرة. لا يصح أن نكون أسرى لروايات مدسوسة في الكتب والتراث فينشأ في بلادنا جيل معبأ بالطائفية«. وانتقد في السياق ذاته الخطباء الذين يلعبون على وتر »الغرائز الطائفية« عبر استثارة الضغائن والأحقاد. وأضاف »نحن نعيش في عصر باتت فيه الغرائز الطائفية مستنفرة، وإذا أراد الخطيب من المستمعين أن يرتاحوا جائهم بما يعبئهم ضد الطرف الآخر«. وتابع أن الواحد من هؤلاء الخطباء يظن بأن مسلكه ينصر العقيدة والمذهب ولا يدري بأنه يسئ لمذهبه وجماعته ومجتمعه. وفي إشارة إلى مدى تغلغل الكراهية بين فئات الأمة بعضها ضد البعض الآخر، قال: أن مطالبة الناس بالنأي عن الفتن الطائفية أصبحت بحاجة إلى إقناع وجهود مضنية.