تبرّأت الجالية المصرية المقيمة في الامارات من التصريحات المسيئة والمشينة على حد وصف البيان الرسمي، والتي أطلقها الإخواني عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والذي قال أمام لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى المصري إن صبر مصر على الامارات آخذ في النفاذ، وأن المعلمين المصريين لم يتمكنوا من تعليم أبناء الامارات شيئاً، وذهب العريان إلى أبعد نقطة ممكنة في هجومه على الامارات حينما قال: "تسونامي القادم صوب الإمارات سوف يأتي من إيران، وسوف يكون شعب الامارات عبيداً للفرس". وجاءت تصريحات العريان التي أثارت غضباً رسمياً وشعبياً في البلدين رداً على ما أسماه محاربة الامارات لمصر عبر استضافة رموز النظام السابق، وانتداب قيادات أمنية مصرية سابقة للعمل بها، فضلاً عن احتجاز عناصر مصرية إخوانية في الامارات بتهمة الانتماء إلى تنظيم يستهدف أمن الدولة. وشهدت الساعات الماضية حالة أقرب إلى الغليان الشعبي في البلدين رفضاً للإساءات التي جاءت على لسان العريان. فقد أكدت الاعلامية نشوى الرويني أن "ترهات العريان لن تؤثر في دفء وقوة العلاقات بين شعبي مصر والامارات". وغرد مصريون وإماراتيون للتأكيد على أن ما تلفظ به العريان سوف يكون له مفعول السحر في زيادة التلاحم الشعبي، خاصة أن الملايين في مصر يكنون إحتراماً وحبًا خاصًا للإمارات. بدوره، تبرّأ محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة من تجاوزات العريان مؤكداً انها تخصه هو شخصياً ولا تمثل رأي أو رؤية الحزب. وقال الكتاتني في بيان أصدره الحزب: "ما نشر من تصريحات منسوبة للدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، بشأن دولة الإمارات الشقيقة، خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية بالشورى، لا يعبر عن وجهة نظر الحزب وموقفه الرسمي". وغرد شاب إماراتي يدعى ماجد الرئيسي "كلما أساء العريان وجماعته للامارات كلما زاد التلاحم بين الشعبين، فالروابط التي تجمعنا مع مصر أكبر من إخوان العريان". وكان من اللافت الاتفاق بين قطاعات مصرية عريضة على رفض وإدانة اساءات العريان، وبادرت مجموعة من شباب مصر في الداخل والخارج إلى التغريد تحت عبارة "العريان لا يمثلني" تعبيراً منها على رفض تجاوزاته بحق الامارات. وكتب سلطان بن غليطة رداً على الرفض المصري لاساءات نائب حزب الحرية والعدالة: "شكراً لكل مصري شريف كتب حرفاً للرد على العريان، مصر عظيمة بشعبها دائماً". وفي الوقت الذي طالب البعض في الامارات برد فعل قوي لردع العريان وجماعة الاخوان، راهن البعض الآخر على الدبلوماسية الاماراتية الهادئة التي تتعامل مع مثل هذه المواقف وفقاً لأعلى درجات ضبط النفس، كما أن الامارات، حكومة وشعباً، على ثقة من أن قوة العلاقة مع الشعب المصري كفيلة بتجاوز الموقف الحالي.