ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه يوجد حالياً 55 حالة مؤكدة مخبرياً، 40 حالة منها ظهرت في السعودية، أما البقية فقد تم الإبلاغ عنها من دول أخرى منها "قطر، الإمارات العربية المتحدة" في الشرق الأوسط، وتونس في شمال إفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا الشمالية في أوروبا. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صحافي أصدرته عبر بعثتها الموجودة في المملكة العربية السعودية، إن أول حالة موثقة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا "MERS-Cov" ظهرت في الأردن في بدايات عام 2012 م. ومازال العدد الإجمالي للحالات محدوداً، ولكن الفيروس أدى إلى وفاة 60% من الحالات المصابة به. وحتى الآن قرابة 75% من الحالات في السعودية قد أصابت الذكور، ومعظمها أصابت أشخاصاً يعانون مرضاً أو أكثر من الأمراض المزمنة الخطيرة. 3 أشكال وبائية للفيروس وظهر الفيروس بثلاثة أشكال وبائية متعددة منها، حالات متفرقة تظهر في المجتمعات. وحتى هذه اللحظة لم يعرف مصدر الفيروس أو كيف تتم الإصابة بالعدوى. أما الشكل الثاني فهو مجموعة من الإصابة بالعدوى على تحدث بين أفراد العائلة "عنقودية Clusters"، ويبدو في معظم هذه المجموعات أن الانتقال يحدث من شخص لآخر، ولكن يبدو أن العدوى محدودة بالاحتكاك المباشر مع الشخص المريض في العائلة. وكان الشكل الثالث عبارة عن مجموعة من الإصابة بالعدوى تحدث في منشآت الرعاية الصحية. وقد تم الإبلاغ عن مثل هذا النمط في فرنسا، والأردن، والسعودية. وفي هذه المجموعات يظهر أن العدوى تنتقل من شخص لآخر بعد إدخال حالة مصابة بالمرض للعلاج في المنشأة الصحية. عدم معرفة أسباب الانتشار وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه لا توجد براهين واضحة للانتشار الواسع لانتقال العدوى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا من شخص لآخر، وحينما تحدث حالات انتقال العدوى بالفيروس من شخص لآخر، فغالباً ما تحدث نتيجة مخالطة المُصاب لشخص قد يكون أحد أفراد العائلة، أو مريضاً، أو من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وفي المملكة العربية السعودية يظهر أن هناك عدداً أقل من المتوقع في حالات العدوى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا بين العاملين في المجال الصحي، استناداً إلى المقارنة مع الوضع في فيروس سارس، لأنه في فترة الإصابة بوباء سارس كان العاملون في المجال الصحي من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. وأوضحت المنظمة أن فيروس كورونا مختلف عن فيروس سارس، مع أن سبب قلة خطر الإصابة بفيروس كورونا بين العاملين في المجال الصحي غير واضح، ولكن يبدو أن التدابير التي اتخذتها معظم الدول لمكافحة العدوى بعد تفشي فيروس سارس أدت إلى تحسّن ملحوظ في مكافحة العدوى. وفي هذا السياق يظهر أن التدابير التي اتبعتها المملكة العربية السعودية لمكافحة العدوى كانت فعالة. ومازالت هناك فجوة كبيرة حول معرفتنا بالمرض، وعلى الرغم من استمرار بذل الجهود المكثفة حيال ذلك، فإنه لابد من إدراك الحاجة إلى مزيد من الوقت للوصول إلى نتائج لتلك الجهود العلمية. كما أن هناك اهتماماً دولياً عالي المستوى بشأن هذه العدوى، لأنه من المحتمل أن ينتقل هذا الفيروس حول العالم. ولدينا الآن عدد من الأمثلة حول انتقال الفيروس من دولة إلى أخرى من خلال المسافرين.