أثار أحد رواد الإعلام والعلاقات العامة في السعودية، حفيظة الناشرين وملاك الصحف المستثمرين في صناعة الورق وطباعة الصحف والمجلات والكتب، حين تنبأ بموت الطباعة معتمداً بذلك على أبحاثه التي قدّمها. جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الأول الذي شهد محاضرة للأكاديمي السعودي والمستشار الإعلامي رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي الذي نظمته شركة إتحاد الاتصالات في الرياض مؤخراً في حين تشهد ساحة النشر الإقليمية معركة الرأي والاختلاف فيه حول الورق وطباعته المعقدّة بحسب رأي البازعي. البازعي أشار في معرض حديثه إلى تدني استهلاك الورق في العقد الماضي على الصعيد الدولي كدول أميركا الشمالية وأوروبا، بينما لا زالت الصين في المؤشر الصاعد في استخدامات الورق للصناعة كما تشير اقتصاداتها الصناعية. تنبؤ البازعي ليس الأول بل سبقه ناشر إيلاف عثمان العمير الذي كان قد ألمح قبل عقد وأكثر إلى أن الصحف الورقية تحتضر في إشارة إلى أنها ستموت يوماً من الأيام. تراجع نسبة ورق الصحف المستخدم من أصل إجمالي الإنتاج العالمي للورق والكرتون وتشير أرصاد البحث الذي استعرضه سلطان البازعي إلى أن 9% فقط هي نسبة ورق الصحف المستخدم في العالم من أصل إجمالي الإنتاج العالمي المقدر ب 377 مليون طن عام 2009، مؤكداً في الوقت ذاته أن موت الطباعة قد فتح مجالاً أكبر للربح للناشرين الأذكياء وذلك باستغلالهم النشر الالكتروني كوسيط نقل جديد للمعلومة والإعلان. ويرى البازعي أن جيل الشباب الجديد سيغيّر قواعد اللعبة وسيفرض أدواته الجديدة في الإنتاج الإعلامي وطريقة الإعلان، بينما يبقى محتوى المواقع الإلكترونية "ملك اللعبة". وقال سلطان البازعي: "أن أرقام منظمة ABC للتحقق من الانتشار تفيد بأن توزيع نيويوك تايمز يصل إلى 807 ألف نسخة في أيام الأسبوع بينما نصفها تقريبًا نسخ الكترونية. مؤكداً أن 54 % من قراء الكتب الالكترونية يقرأون الآن أكثر من السابق، وعزا ذلك إلى انتشار أجهزة التابلت والموبايل الجديدة. وبالعودة إلى انتشار الكتب إلكترونياً بعيداً عن الطباعة الورقية، أشار البازعي إلى أن مبيعات الكتب الالكترونية قد شكلت بنهاية آب (أغسطس) 2010 نسبة 9% من تجارة الكتب بينما لم تمثل أكثر من 3.3 % في العام الذي سبقه حيث حققت مبيعات الكتب الالكترونية 119 مليون دولار في 2010. وفي ذات السياق، اختلف نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم سليمان أبا حسين عبر حسابه في تويتر مع البازعي في تكرار مقولته "موت الطباعة" ومقولة ناشر إيلاف بأن الصحف الورقية تحتضر، قائلاً: "دام هناك شيك وبنك، فهناك ورق وصحافه". في الوقت الذي أيّد فيه الإعلامي والكاتب السعودي إدريس الدريس نبوؤة البازعي بموت الطباعة الحتمي.