أدانت بريطانيا الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان بحق العرب في الأحواز خلال الأشهر الأخيرة، واعتبرتها عملا مشيناً حسب موقع وزارة الخارجية البريطانية. ووفقا لموقع العربية نت قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ في بيان الجمعة: "إن تعذيب وإصدار أحكام بالإعدام بحق محمد علي عموري وسيد مختار البوشوكة وسيد جابر البوشوكة وهاشم عموري وهادي رشيدي من العرب في الأهواز، يأتي بعد أقل من شهر على إعدام 4 آخرين من أبناء هذه الأقلية سراً". واستطرد قائلا: "إن تعذيب وإعدام صفية غفوري في السجن يُعد مثالاً آخر على تجاهل إيران التام لحقوق الإنسان الأساسية لمواطنيها". كما دعا الوزير البريطاني إيران إلى "تبديل أحكام الإعدام والتوقف عن تعذيب مواطنيها، ووضع حد للاضطهاد المنهجي للأقليات العرقية". وأشار إلى أن "هذه الحوادث ليست معزولة وهناك الكثير من الإيرانيين يعانون حالياً على يد الحكومة، كما أن استمرار إيران باضطهاد الأقليات العرقية والمدافعين عن حقوق الإنسان والسجناء السياسيين يمثل اتهاماً مشيناً ضد قادتها". وشهدت الأحواز منذ إسقاط حكمها العربي في عام 1925 انتفاضات متواصلة من أبرزها انتفاضة 15 أبريل/نيسان 2005، حيث انتفض الشعب العربي الأحوازي انتفاضة شعبية عارمة استمرت أكثر من شهرين احتجاجاً على تعميم حكومي دعا إلى قلب التركيبة السكانية في الإقليم وتهجير العرب من أراضيهم ليصبحوا أقلية خلال 10 سنوات. وقمعت إيران الأحوازيين بشدة وعنف حيث قتل العشرات وسجن المئات، وهو ما تسبب في إدانة إيران من قبل بعض منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومان رايتس ووتش" والبرلمان الأوروبي، لكن دون أي احتجاج أو إدانة عربية تذكر. وتعاقب الحكومة الإيرانية أبناء العرب الأحوازيين السنة وتمنعهم من أداء صلاتهم بشكل جماعي حيث اعتقلت 19 عربيا من الأهواز في بداية شهر رمضان المنصرم باتهام التحول إلى المذهب السني، وتعتبر السلطات الإيرانية التحوّل الى المذهب السني في الأحواز ومناطق القوميات الأخرى ارتداداً و كفراً. وتمنع إيران القوميات غير الفارسية من ممارسة تقاليدها وعاداتها الثقافية، كما لا تسمح لهم بالتدريس بلغتهم الأم رغم أن الدستور الإيراني ينص على ممارسة هذا الحق الطبيعي للشعوب في إيران. يشار إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تنفي حصول اضطرابات ومظاهرات في الأهواز، خصوصا في الأيام الأخيرة، وتتهم "الاستكبار العالمي"، خاصة بريطانيا، بمحاولة إثارة "فتنة قومية" في الإقليم الغني بالنفط والغاز وموارد طبيعية أخرى، يقوم عليها الاقتصاد الإيراني.