كشف إعادة الانتشار الذي نفذته قوات الاحتلال الاسرائيلي من المناطق الشرقية لمدينة غزة، والشرقية والشمالية والغربية من محافظة غزة اليوم عن كارثة إنسانية حقيقية وعن مزيد من جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال عدوانها الذي تواصل منذ السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) 2008 وحتى الساعة الثانية من فجر اليوم الموافق للثامن عشر من كانون الثاني (يناير) 2009. ووقف المواطنون على حجم الأضرار التي وصلت حد مسح مناطق سكنية بشكل كامل وتحويل المنازل السكنية والمنشآت الأخرى إلى أكوام من التراب والركام، الأمر الذي حدث في مناطق عزبة عبد ربه والسلاطين والعطاطرة وحي الإسراء وشرق بيت حانون في المحافظة الشمالية ومنطقة جبل الريس وجبل الكاشف والأجزاء الشرقية من أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، لدرجة تغيرت معها معالم هذه المناطق بل أن جبل الكاشف لم تكتفِ قوات الاحتلال بتدمير المنازل المقامة عليه بل عمدت على تجريف أجزاء كبيرة من تلاله الرملية. وعثر على عشرات الجثث المتحللة تحت أنقاض المنازل السكنية وتلك التي قامت الجرافات بدفنها، ويثور شك جدي لدى المواطنين والمراكز الحقوقية في غزة من أن بعضهم دفنوا أحياء. وقد بلغ عدد عدد الشهداء الذين وصلت جثثهم إلى المستشفيات (98) شهيداً ومن بين الجثث (56) وجدت متحللة. بالإضافة إلى الخروقات التي ارتكبتها قوات الاحتلال لوقف إطلاق النار الذي أعلنته من خلال مواصلة إطلاق النار والقصف بالقذائف المدفعية من الدبابات والبوارج الحربية وبالصواريخ من الطائرات، الذي استهدف في معظمه مناطق مفتوحة في محيط المناطق الآهلة بالسكان، قتلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 10:30 من صباح اليوم الأحد المواطن ماهر عبد العظيم أبو رجيلة، (22 عاماً)، بعد أن فتحت نيران رشاشاتها تجاه سكان المنطقة الشرقية من بلدة خزاعة الواقعة شرقي محافظة خانيونس، الذين عادوا يتفقدون منازلهم التي أجبروا على مغادرتها واللجوء إلى مراكز الإيواء التي افتتحتها وكالة الغوث الدولية.