أعلن رئيس الوزراء المصري الجديد هشام قنديل الخميس تشكيلة حكومته الجديدة والتي ضمت عددا كبيرا من التكنوقراط وكذلك من أعضاء حزب الأغلبية "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمون"، كما أبقى على عدد من وزراء الحكومة السابقة أبرزهم المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، الذي احتفظ بمنصب وزير الدفاع وهو المنصب الذي يشغله منذ 20 عاما تقريبا. واكد قنديل في مؤتمر صحافي ان رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي "سيحتفظ بمنصب وزير الدفاع" الذي شغله لمدة 20 عاما في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اسقطته ثورة شعبية في 11 شباط/فبراير 2011. وكان طنطاوي بمثابة الرئيس الفعلي لمصر منذ اسقاط مبارك الى ان تولى مرسي مهام منصبه في 30 حزيران/يونيو الماضي واحتفظ خلال هذه الفترة بمنصب وزير الدفاع. ومازال المجلس الاعلى للقوات المسلحة يتمتع بسلطات واسعة من بينها خصوصا سلطة التشريع بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا منتصف حزيران/يونيو الماضي حل مجلس الشعب المنتخب بعد ان قضت بعدم دستورية القانون الذي انتخب على اساسه. واكد قنديل ان حكومته ستضم 35 وزيرا من بينهم ثمانية وزراء دولة مشيرا الى انه تم الانتهاء من التشكيلة الحكومية باستثناء منصبي وزير الطيران المدني ووزير الدولة للرياضة موضحا انه سيتم "حسمهما خلال الساعتين المقبلتين". وتضم الحكومة الجديدة ستة وزراء اسلاميين من بينهم خمسة من حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين هم وزير الاعلام صلاح عبد المقصود ووزير الاسكان طارق وفيق ووزير القوى العاملة خالد الازهري ووزير التعليم العالي مصطفى مسعد ووزير الدولة للشباب اسامة ياسين. وتضم قياديا من حزب الوسط (اسلامي معتدل) هو وزير الدولة للشؤون القانونية وشؤون المجالس النيابية محمد محسوب. وعين نائب رئيس محكمة النقض السابق احمد مكي وزيرا للعدل وهو مقرب من التيار الاسلامي وكان من قيادات ما يعرف ب"انتقاضة القضاة" التي شهدتها مصر في العام 2005 للمطالبة باستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية. واحتفظ قنديل بسبعة وزراء من الحكومة السابقة هم اضافة الى المشير طنطاوي وزراء الخارجية محمد كامل عمرو والمالية ممتاز السعيد والثقافة محمد صابر عرب ووزيرة الدولة للبحث العلمي نادية زخاري ووزير الدولة للانتاج الحربي على صبري ووزيرة الدولة للتأمينات الاجتماعية نجوى خليل. وقال رئيس الوزراء الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة في 24 تموز/يوليو الماضي أن حكومته "منوط بها تحقيق اهداف الثورة وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" مضيفا ان هناك "تحديات جمة تواجهها" بسبب الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ اطاحة مبارك والتي انعكست خصوصا في عجز كبير في الموازنة العامة للدولة وفي تآكل احتياطياتها من النقد الاجنبي. واضاف ان "الامن والاقتصاد على رأس اولويات الحكومة". ويسود الاعتقاد في الدوائر السياسية ان رئيس الوزراء الجديد مقرب من تيار الاسلام السياسي رغم انه لا ينتمي الى اي حزب او جماعة سياسية. غير ان قنديل اكد مجددا الخميس ان حكومته ستكون مستقلة. وقال "نحن حكومة الشعب، لا ننتمي الى هذا التيار او ذاك" مشيرا الى انه "يتعامل مع المصريين جميعا كمواطنين" وليس على اساس "النوع او الدين او هذا مسلم او ذاك مسيحي". وشدد على ان "معيار الكفاءة" هو الذي تم الاستناد اليه لاختيار الوزراء. وياتي الاعلان عن الحكومة الجديدة فيما شهدت مصر خلال اليومين الاخيرين اشتباكات طائفية جديدة في قرية دهشور بالقرب من القاهرة اذ تحولت مشاجرة بين شابين احدهما مسلم والاخر مسيحى الى صدامات طائفية اسفرت عن مقتل الشاب المسلم وحرق منازل وممتلكات العديد من الاقباط. نبذة عن هشام قنديل رئيس وزراء مصر (أ ف ب) رئيس الوزراء المصري الجديد هشام قنديل تكنوقراطي غير معروف لدى المصريين يقدم نفسه باعتباره مستقلا همه ضمان فاعلية الاداء الحكومي رغم ان البعض يقول انه مقرب من تيار الاسلام السياسي. كان قنديل وزيرا للري في الحكومة السابقة وتحدثت الصحافة عنه خصوصا بسبب نجاحه في منع موظف بالوزارة كان يرغب في الانتحار من القاء نفسه من النافذة. وكلف الرئيس المصري المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي هشام قنديل بتشكيل اول حكومة في عهده في 24 تموز/يوليو دافعا بالرجل الذي سيبلغ الخمسين من عمره الشهر المقبل الى دائرة الضوء. واثار اختيار قنديل رئيسا للوزراء الدهشة بعد اسابيع من التكهنات بشأن احتمال تولي شخصيات اكثر شهرة او اكبر سنا لهذا المنصب الذي ستواجه من يتولاه مهمة شاقة في ظل الازمة الاقتصادية والتوترات السياسية التي تعاني منها مصر منذ ان اسقطت ثورة شعبية حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011. واعلن قنديل (50 عاما) فور اختياره رئيسا للوزراء ان وزراءه سيكونون من المهنيين والتكنوقراط وان معيار الاختيار الاساسي سيكون "الكفاءة" وليس الانتماء السياسي. ودعا "كل القوى السياسية والشعب المصري الى مساندة (حكومته) في هذه المهمة الصعبة". وقال "علينا جميعا ان نبذل قصارى جهدنا لتحقيق اهداف الثورة". غير ان اختيار قنديل اصاب الدوائر العلمانية بخيبة امل لاعتقادها بأن قنديل يشارك رئيس الدولة قناعاته الاسلامية. ويقدم رئيس الوزراء نفسه كرجل متدين، وقال للصحفيين بعد تعيينه العام الماضي وزيرا للري انه اطلق لحيته اقتداء ب "سنة الرسول" محمد. واضطر قنديل الى تكذيب تقارير تحدثت عن انتمائه الى جماعة الاخوان المسلمين غير ان ذلك لم يمنع البعض من القول انه قريب من تيار الاسلام السياسي. درس قنديل الهندسة في جامعة القاهرة التي تخرج منها في العام 1983 وحصل في العام 1993 على درجة الدكتوراه من جامعة نورث كارولاينا في الولاياتالمتحدة. وعمل بعد ذلك موظفا كبيرا في وزارة الري المصرية التي تولاها في الحكومتين اللتين شكلتا بعد اسقاط مبارك برئاسة عصام شرف وكمال الجنزوري.