نفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة حسب جريدة ( الحياة اللندنية ) أن تكون زيارته لسماحة المفتي، بداية تسلمه الوزارة، تحمل رسالة ما عن توجهه. وقال إنه لا يميل لأي من التيارات الفكرية، متسائلاً: «لماذا لا أزوره فهو رمز من رموزنا وعالم من علمائنا وكما زرته فقد زرت الأندية الأدبية والمحطات الفضائية والمسؤولين». وأضاف انه طوال حياته معتدل ووسطي وضمن تيار وطني، هو تيار خادم الحرمين الشريفين+ ووصف التيار الذي يمثله، ب«الاعتدال والوسطية والوطنية»، وهو تيار غالبية مواطني المملكة، بحسب تعبيره. وأضاف حول وجود فرز واضح بين التيارات، قائلاً: «جميعهم يجمعهم المفهوم الإسلامي، ولم أشاهد من يخالف الإسلام ممن يقال إنهم ليبراليون، كما لم أشاهد من الطرف الآخر من يقول إنه أكثر إسلاماً»، مشيراً إلى أنه يجب أن نبتعد عن سوء الظن والتكفير والتطرف. وتابع ان خادم الحرمين الشريفين «وضع رؤيته الواضحة عبر الحوار»، لافتاً إلى أنه بالحوار «نخرج من هذه الخصومات». جاء ذلك في مقابلة مع فضائية «إل بي سي»، أجراها الزميل أحمد عدنان، وبثت مساء أمس، وتعد هذه المقابلة، التي كانت مباشرة، الأولى، منذ تعيينه وزيراً للثقافة والإعلام. وحدد خوجة الثوابت التي يحرص عليها، في ما يخص الإعلام والثقافة وهي الإسلام وأمن الدولة ونظامها والوحدة الوطنية، كما تحدث عن مأسسة الإذاعة والتلفزيون وتطوير قادم في القنوات السعودية ووكالة الأنباء السعودية، وشرح بعضاً من تصاريحه إبان تسلمه الوزارة في ما يخص الإنترنت والإعلام والصحافة وعدم الترخيص لصحف جديدة. كما أجاب على مداخلات من صحافيين وكتاب ومداخلة ثقافية، من الكاتب عبدالله ثابت، شرح فيها للوزير ما حدث له وللدكتور معجب الزهراني والروائي عبده خال في معرض الرياض للكتاب، ما جعل الوزير يعتذر قائلاً: «ان المعرض كان ناجحاً وهذه من هفواته»، واعداً بعدم حدوثها مستقبلاً. وأجاب على جملة مطالب ثقافية، سردها ثابت منها إنشاء مراكز ثقافية بدلاً من الأندية وجمعيات للفنون وتأسيس مجلس أعلى للثقافة والأدب وإطلاق جائزة الدولة التقديرية للأدب من جديد، قال الوزير إنه شكل فريقاً من المستشارين وناقش معظمها. وحول ما صرح به وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدكتور أبوبكر باقادر، من استجداء المثقفين السعوديين للمشاركة في الخارج، أجاب بأنه «إذا كان باقادر قال ذلك فهو مخطئ». وفي المقابلة، التي استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة، دافع الوزير عن قلة التواصل مع المثقفين والإعلاميين، قائلاً: «حرصت على ذلك منذ اليوم الأول، إذ التقيت رؤساء التحرير وطاقم المؤسسات الصحافية والأدباء والمثقفين، لدرجة أن الأصدقاء نصحوني بأن أخفف». وتحدث عن سقف الحرية، وقال إنه لا يقبل القمع، «لكن يجب أن نعرف ما هو سقف الحرية»، مضيفاً أن العمل الثقافي والإعلامي «عمل إبداعي ويجب أن يتم بحرية». وتابع: «أما إذا روقب فأعتقد أنه يقتل». وقال: «لا عودة للوراء في ما يخص ما حققناه من مكاسب». وحول الإعلام، قال انه مؤمن برؤية خادم الحرمين الشريفين، من خلال فتحه الحوار في الداخل وفي الخارج مع الآخر ومع الديانات ومع الأشقاء. مضيفاً ان هذه الرؤية «تحتاج مني أن أخدمها»، في إجابة لتصريح له حول دور الإعلام. وحول تصريحه في ما يخص الرقابة على الانترنت، قال انه متابع لتقنية المعلومات، وانه لا يقصد الرقابة إنما التنظيم، مشيراً إلى أن للانترنت «إمكانات هائلة وهي مستقبل النشر الصحافي والإعلامي». وأضاف ان التنظيم «ليس دلالة على القمع بل هو المسار الحقيقي للتطور وإلا تحدث الفوضى». وأوضح أن «سقف الحرية ارتفع في الإخبارية، وكذلك القناة الأولى»، مشيراً إلى أن مسمى «قنوات غصب قديم جداً، وقبل الفضاء المفتوح والانترنت». وحول تمييز الوزارة لأطياف دون غيرها، رد بأن القنوات السعودية «مفتوحة للجميع وللقادرين على العطاء والعمل للأديب الحقيقي والمثقف الحقيقي». وفي سؤال حول نظام المطبوعات، قال انه «نظام قديم وكتب في غير وقتنا هذا، وحصل خلال هذه الفترة تطورات». وحول الصحافة، شدد على أنه لن يقيل أي رئيس تحرير في عهده ولا كاتب. وقال «لن يحدث ذلك على الإطلاق»، مضيفاً: «انهم كلهم يكتبون وفق الثوابت دون رقابة على أحد، فالكل يعرف مصلحة البلد». وحول النقد من الصحف والكتاب، ذكر أنه مؤمن به، «وهو سبيل التطور»، مستشهداً بقضية مكافآت المتعاونين. وعن وزارته، قال انه لا يؤمن بالحرس القديم ولا الجديد، «فكلنا في مرحلة بناء وتطوير مستمر، والمعيار هو الكفاءة فقط». وحول قضايا الفساد، قال إن «إحسان الظن بالآخر هو المطلوب»، مشيراً إلى أن لديه «أمانة أمام الله وأمام المسؤولين، والتحري هو الأفضل والفاسد ليس له مكان».