في إطار المنظومة الإعلامية التي يتكامل ويتفاعل فيها أداء الجهاز التنفيذي مع المؤسسات المدنية، صافحت وزارة الثقافة والإعلام هيئة الصحافيين السعوديين، من خلال اللقاء الشهري المفتوح، أمس الأول، ضمن الفعاليات التي تنظمها الهيئة في إطار برامجها التفاعلية في الوسط الصحافي، ولذلك كان الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام حريصا على الحضور، بل كان أول الحاضرين، تأكيدا على أن وزارته المعنية بقضايا الإعلام والإعلاميين شريك مع العاملين في الصحافة والإعلام؛ ولذلك توافد رؤساء تحرير الصحف المحلية والصحافيون إلى اللقاء لوضع هموم العمل الصحافي على طاولة الوزير. وكان الدكتور خوجة حاضرا بكل تفاصيل العمل الصحافي وشجونه وتحدث- وهو الخبير بمجريات الواقع- ليؤكد أن الوزارة لا تسعى إلى وضع أي قيود على ما يكتب في صحافتنا، بل تسعى إلى توسيع دائرة الحرية الصحافية؛ ما دفع الجمهور إلى التصفيق ترحيبا بكلامه، وأشار الوزير إلى أن كل المطلوب هو البعد عن التجريح الشخصي. استقلالية الإعلام وواصل خوجة حديثه بالشفافية نفسها التي يتسم بها خطابه، متحدثا عن بعض القنوات الفضائية التي تسيء للسعودية، رغم ملكيتها لسعوديين، قائلا: هناك قنوات فضائية معروفة، نحن على اتصال بأصحابها، ولكنها قنوات خاصة، وليس لنا أي سيطرة عليها، وإنما نؤمن بالحس الوطني لهذه القنوات جميعا”، مشيرا إلى أن الوزارة أخذت على نفسها عهدا بألا تتدخل في عمل صحافي أو قناة فضائية أخرى. وأضاف الوزير: نريد من المواطن أن تكون لديه رقابة ذاتية على ما يبث وما يقدم”، لافتا إلى أن الوزارة تلتقي مع هذه القنوات وتنسق معها بعصف ذهني، مع الشعور بأن كل مواطن في هذا البلد هو مسؤول عن كل ما يقدمه. وفيما يخص التدريب الصحافي أكد الوزير أهمية التدريب، خصوصا أن الإعلام ووسائل التعبير والاتصال والتقنية تتطور، مشددا على أن وجود معهد تدريب صحافي مهم جدا، سواء كانت تقوم به الوزارة أو المعاهد الموجودة؛ مثل معهد الأمير أحمد بن سلمان. وحول تطوير جمعية الثقافة والفنون، أكد أهمية وضرورة ذلك، مضيفا أن هذا من الأمور التي ننتظرها، معيدا التذكير بأن الوزارة تحاول احتواء الأندية والجمعية في مكان واحد، مشيرا إلى أن الوزارة ستبدأ في المدن الرئيسية كالرياض وجدة ومكة، ثم تتوسع في بقية مدن المملكة. وبالنسبة إلى الرقابة على الكتب، قال الوزير مجيبا عن أحد أسئلة الحضور: دعني أتحدث بصراحة، إذا لم يكن هناك ما يمس الذات الإلهية والدين والسلطة بصورة رئيسية، فالوزارة ليس لديها أي تحفظ على الكتب الأدبية”، مضيفا: أي عمل إبداعي نحاول بقدر كبير من المرونة أن نفسحه”، مذكرا بأن هذه الأمور كانت في الماضي، أما الآن في زمن الإنترنت والصحف الإلكترونية فإن أي كتاب في الدنيا يمكن أن تحضره بضغطة زر. ورفض خوجة قبول الكتب ذات الصور الإباحية، مستنكرا بيعها في مكتبة بجانب الحرم المكي الشريف، وقال: أردنا أم لم نرد، نحن نمثل المركز الإسلامي”. مدينة إعلامية وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى أن فكرة إنشاء مدينة إنتاج إعلامي- على غرار الموجودة في دبي والقاهرة- موجودة، وأن مبادرات الوزارة في تطور، وأكد أن الصحافة في البلاد خطت خطوات كبيرة فيما يخص سقف التعبير بحرية، مقارنة مع الصحف العربية، نافيا وجود أي إملاءات من قبل الوزارة على الصحافيين، أو أن تقوم الوزارة بالطلب من الصحف كتابة شيء ما أو ترك آخر. وحول تكاتف الفرص بين الإعلاميات والإعلاميين، علق خوجة قائلا: إن ما يهمه هو الكفاءة، «لا أفرق بين إعلامية وإعلامي، الأهم هو الكفاءة، وما يقدمه الإعلامي أو الإعلامية”. وعن قانون تنظيم الصحافة الإلكترونية، قال: إن الوزارة أعدت نفسها لإيجاد تنظيم، بدل أن تكون عشوائية، مضيفا أن كل شيء يجب أن يكون له قانون. وردا على سؤال حول ضرورة إصدار قانون مطبوعات جديد، خصوصا أن نظام المطبوعات الحالي صدر منذ ما يقارب 25 عاما، أجاب بأن هذا الأمر أكيد، مضيفا: لا بد أن يصدر نظام مطبوعات جديد، خصوصا أن العالم تغير”. ونفى خوجة أن يكون هناك تأثير من قبل بعض الوزارات على وزارة الإعلام أو الصحافة، في إيقاف مقال صحافي أو مادة إعلامية، مؤكدا أنه لم يتصل يوما برئيس تحرير أي جريدة سعودية وطلب إيقاف مادة ما، بل على العكس في بعض الأحيان أصبح الوزير هو من يشتكي”. وانتقد المحطات التلفزيونية التي تبث من منطلق قبلي أو مذهبي، مؤكدا أن هذه الأمور غير صحيحة، مشددا على ضرورة إيجاد قانون ينظم عمل المحطات وأن الوزارة تقوم بذلك. وردا على سؤال لصحيفة شمس” حول إعلان ميثاق شرف إعلامي سعودي يشمل أيضا صحافة الإنترنت، خصوصا أن بعض المحطات التي تبث من السعودية تقوم بتأجيج النعرات القبلية أو المذهبية، وتؤثر على الوحدة الوطنية، قال الوزير: «لا أعتقد أن المسألة تحتاج إلى ميثاق شرف إعلامي داخلي بيننا؛ لأننا كلنا مواطنون من هذا البلد، ويحمل كل منا مسؤولية كاملة في نفسه وداخله، ولا حاجة إلى ميثاق شرف بين أبناء البلد الواحد، فكلنا نعتز بهذه الوحدة الكبيرة، وكل واحد منا يحمل في داخله هذا الميثاق”.