قبيل توجهها إلى إسطنبول للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا, أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مباحثات مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز تناولت آخر تطورات الملف السوري, وسعت خلال زيارتها إلى إقناع حلفائها في الخليج لتجنب الدعوة لتسليح ثوار سوريا. وأشارت صحيفة غارديان البريطانية في هذا الصدد إلى رفض الولاياتالمتحدة وعدد من الدول العربية لدعوة أطلقتها السعودية لتسليح المعارضة السورية وإنشاء "سماوات آمنة" على الحدود التركية السورية, وذلك في مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس مؤخرا. وقد اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرابع من مارس/آذار الجاري أن للمعارضة السورية "الحق" في التسلح من أجل "الدفاع عن نفسها" أمام استخدام الأسلحة الثقيلة التي تقصف المنازل والمدنيين. في مقابل ذلك أعربت واشنطن مرارا عن رفضها تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية وأي تدخل عسكري أحادي الجانب. وطبقا لغارديان فإن السعودية تمارس ضغطا على الأردن للسماح بنقل أسلحة لثوار سوريا عبر حدودها, بينما لا تزال تركيا أيضا ترفض نقل الأسلحة. وتشير الصحيفة أيضا إلى شكوى عناصر الجيش السوري الحر من ارتفاع أسعار بعض الأسلحة التي يجري نقلها عبر الحدود اللبنانية, ويقولون في هذا الصدد إن سعر بندقية الكلاشينكوف ارتفع من ثلاثمائة دولار إلى ألفين في الفترة الأخيرة. كما يحتاج الثوار في سوريا -حسب ما ذكره خبراء لغارديان- إلى صواريخ مضادة للدبابات لتعديل ميزان القوة مع الجيش النظامي. وبينما دعت السعودية إلى تسليح الثوار, سعت الولاياتالمتحدة وتركيا لتأكيد الحاجة إلى تقديم وسائل اتصالات ومعدات "غير قاتلة" حسب وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن كلينتون بحثت مع السعوديين في الجهود الدولية لإرسال مزيد من المساعدة الإنسانية إلى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل. كما تناولت المناقشات في السعودية تعزيز سلسلة العقوبات الأميركية والأوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا والتأكد من أن الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الإجراءات كاملة. وينتظر أن يركز مؤتمر إسطنبول كما تقول غارديان على خطة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا, والتي تركز على وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية وعلى حلول سياسية وافقت عليها روسيا والصين. وكانت القمة العربية في بغداد رفضت خيار تسليح أي جهة ودعت كل الأطراف إلى بدء "حوار وطني جدي". الدرع الصاروخي الإقليمي وإلى جانب الملف السوري أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية في السعودية محادثات بشأن خطط لإقامة درع صاروخي خليجي في مواجهة إيران. وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الأمنية من المستوى الثنائي إلى المستوى الإقليمي، ممهدة لأرضية تفاهم جديدة بمشاركتها في أول منتدى للتعاون الإستراتيجي بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي, وذلك حسبما ذكر مسؤول كبير يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن إلى الرياض لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المسؤول "نسعى لتطوير بنية دفاعية صاروخية إقليمية"، مشيرا إلى أن المسألة ستبحث على ما يبدو في المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أنه "لا يمكن لأمة بمفردها حماية نفسها فعليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا". وشدد على أن إيران "هي بشكل واضح من أكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة"، مؤكدا أن النظام الدفاعي الصاروخي "أولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي".