كُشف النقاب عن المعرض الأول للتصوير الضوئي بالهواتف المتنقلة تحت شعار «تحد وإبداع»، الذي افتتح ليلة الأمس بمركز بانوراما التجاري بالرياض، حيث كانت الفكرة الأبرز في عمل هذا المعرض هي توصيل دور الفنان والموهوب في صنع صورة جميلة بأقل الإمكانات والأدوات، فاكتفى المشاركون بتصوير الصور بكاميرات الهواتف الذكية محدودة الدقة، بدلا من حمل عدساتهم ذات الطول البؤري البعيد. وحقق الفنانون بذلك إنجازا يجعل دقة صورهم كبيرة رغم محدودية البعد البؤري عند التصوير بالهواتف وأثرها، بجعل الصور ضعيفة الدقة لا سيما عند طباعتها. وقد تطورت الفنون لتشمل أدوات حديثة للإبداع كالأجهزة الذكية المحمولة، وتطبيقات الفنون والتصميم، وتنوعت تبعا لها مجالات الفن الرقمي الحديث، حيث أصبح من السهولة أن يلتقط الجميع صورا فوتوغرافية بهواتفهم وتعديلها لتجاري في جمالها لوحة لفنان، فعين المبدع ترى الجمال في كل شيء وتصوّره وتحاكيه بالخيال، فتترجمه بألوان الفنون البصرية. بدأت فكرة المعرض عندما قرر مجموعة من أعضاء نادي التصوير الضوئي الطلابي بجامعة الملك سعود الاهتمام بالصور الفوتوغرافية التي يلتقطها الموهوبون من خلال أجهزة هواتفهم المحمولة، حيث ازدهرت صناعة الصور ومشاركتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بمشاركة الوسائط المتعددة كتطبيق «أنستا غرام» لتعديل ومشاركة الصور على أجهزة شركة «أبل»، إضافة للمعارض الصور الشخصية الإلكترونية؛ فاتفق الطلاب على عمل معرض فني يعد الأول من نوعه لعرض هذه الصور بعد تنسيقها وطباعتها، وكان التحدي الأكبر عند الإعلان عن المسابقة هو اشتراط الدقة في أبعاد الصورة. وذكر حمد الخميس، رئيس نادي التصوير الضوئي بجامعة الملك سعود، ل«الشرق الأوسط»، أن المعرض لم يقتصر على المشاركات من داخل السعودية وحسب، إنما ترك مجال المشاركة مفتوحا لعامة المصورين، إلى أن تم فرز 96 مشاركة فائزة ومستوفية للشروط، أربع منها كانت من مصورين في قطر والإمارات العربية المتحدة، ومشاركة واحدة من مصور ياباني. وأضاف «حرصنا على عرض المعرض داخل مركز تسوّق حتى نضمن وصول الفنون إلى أكبر شريحة من المجتمع، خصوصا مع تزامن المعرض بإجازة الربيع الرسمية بالسعودية، حيث كان الإقبال جيدا من أول يوم للمعرض». الخروج عن المألوف كان هدفا اعتمده المنظمون في عرض الصور بالمعرض، حيث عرضت داخل إطارات صفّت داخل خزانات متوازية، لتعطي مظهرا جديدا يعكس ريادية فكرة المعرض في ترجمة للأعمال الفنية التي يحكيها الفنان بلغة يفهمها العالم بأسره ومحصلتها عند عرضها في المعارض الفنية، والتي تحفر الجمال في ذاكرة روّادها. ويستعد نادي التصوير الضوئي إلى نقل المعرض بعد انتهائه لعرضه لطلاب جامعة الملك سعود، ودعوتهم إلى حضور الدورات والمسابقات والمعارض التي سيقيمها النادي لتنمية وصقل مواهب المصورين بالجامعة وخارجها.