نقلا عن شبكة " إفي " يتلهف عشاق القراءة في السعودية لحضور معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يقام بين يومي 6 و16 الجاري بمشاركة 1200 دار نشر تقدم نحو 200 ألف عنوان من 25 دولة. ويشهد هذا الحدث السنوي، الذي يبدو من الوهلة الأولى ملتقى ثقافيا عاديا لبيع الكتب، صراعا بين التيارين المحافظ والليبرالي، يبدأ منذ الإعلان عن المعرض ولا ينتهي حتى مع إغلاق أبوابه. ويعد المعرض هو المتنفس الوحيد تقريبا الذي يتيح للقارئ أن يحصل على عناوين لا تتوافر عادة في السوق السعودي، كما يقول ل(إفي) الصحفي هيثم السيد، بإن "الرقابة التي تتشدد عادة في عرض الكتب، تمرر العناوين المحظورة في هذا المعرض، وهذه فرصة ذهبية لنا كقراء". لكن هذا "التساهل"، كما يقول، هو الذي يؤجج غضب التيار المحافظ، حيث شهدت أرض المعرض العام الماضي حوادث مشادة بين "المحتسبين" ودور النشر تتدخل الشرطة عادة لفضها، ومن المتوقع أن يتكرر الأمر هذا العام؛ إذ طالب فريق من المحتسبين وزارة الثقافة والإعلام بعدم عرض الكتب التي "تتطاول على الذات الإلهية وتخالف التعاليم الإسلامية"، على حد وصفهم. وقد حذر الشيخ عبدالعزيز العبد اللطيف من شراء كتب "الليبراليين وغيرهم من الزنادقة"، ودعا إلى إتلافها، وكتب عبارات مثلها على صفحته الشخصية في (تويتر). واعتبر الشيخ سعد القعود، في حديثه ل( إفي)، أن "التساهل في عرض كتب الزنادقة لعب بالنار"، محذرا الوزارة من "هذا الاستفزاز للمتدينين". وكان قرار السماح بدخول الجنسين معا، العام الماضي، سببا أجج التوتر بين المحتسبين وزوار المعرض، وحدثت اشتباكات كثيرة، وهو أمر قد يتكرر في الأيام المقبلة لأن وزارة الثقافة والإعلام أعلنت أن الدخول للمعرض متاح للجنسين في أي وقت. فيما تتبرأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عادة من هؤلاء "المحتسبين"، وتقول إنهم "متطوعون من تلقاء أنفسهم وليسوا من طاقم الهيئة". ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي للهيئة، اليوم لصحيفة (الرياض) السعودية، إنهم خصصوا "بطاقات تعريف (كارنيه) سيضعها أعضاؤهم على صدورهم لتمييزهم بين الحشود". وقالت الهيئة إنها نظمت عملية الاحتساب على الكتب "التي تروج للأفكار المنحرفة، فمن المقرر أن تكون هناك استمارة يكتب فيها المحتسب وجه اعتراضه فتنظر الهيئة في أمره، وهذا سيمنع أي اشتباك محتمل بين دور النشر والمحتسبين". كما طالب عدد من علماء الدين وخطباء المساجد بأن ينتهج المحتسبون "المنهج النبوي في الدعوة والاحتساب"، وقال الشيخ أحمد الغامدي وهو خطيب وإمام جامع في الرياض، ل(إفي) إنه "ينصح المحتسبين باتباع الحكمة واللين في التعامل مع المنكر، وتجنب الصدام مع الناس، فهذا ليس من أخلاق الإسلام". ولم تجب الوزارة عن أسئلة (إفي) حول مستوى الرقابة هذا العام، وموقفها بشان الصراع المحتدم بين التيارات الفكرية في البلاد، لكن الوزير ألمح في حديث للصحفيين الأحد أن الوزارة "لن تستبعد أي كتاب ما لم يخالف العقيدة الإسلامية". وحول غياب سوريا عن المعرض، قال الوزير إنه يأسف لهذا الغياب، مشيرا إلى أن بعض دور النشر السورية شاركت بالتعاون مع دور مصرية ولبنانية وأردنية. هذا، وينقسم الرأي العام الشعبي بين التيارين، فبعض السعوديين يرى أن المحتسبين يفسدون هذا المحفل الثقافي المهم ويضيقون على الناس الراغبين في القراءة الحرة دون وصاية، بينما يرى فريق آخر أنهم يؤدون واجبا دينيا ينبغي شكرهم عليه. يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب استقبل العام الماضي نحو ثلاثة ملايين زائر أنققوا حوالي عشرة ملايين دولار لشراء الكتب.(إفي)