قام وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء اليوم بجولة تفقدية لمعرض الرياض الدولي للكتاب يرافقه وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان اطلع خلالها على الاستعدادات النهائية للمعرض الذي ينطلق مساء يوم غد ويستمر عشرة أيام. وقال في تصريح عقب الجولة إن ما شاهدته اليوم في معرض الرياض الدولي للكتاب من توزيع وتنوع لدور النشر يشعر المرء بالاعتزاز والفرح، عطفاً على الجهود الكبيرة المبذولة من قبل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية وبقية زملائه، الذين بذلوا قصار جهودهم لإظهار هذه المناسبة الثقافية الكبرى بالمظهر الذي يليق بها وأوضح وزير الثقافة والإعلام أنه يشارك في المعرض هذا العام 450 دار نشر من 25 دولة تعرض خلاله 200 ألف عنوان ، مبيناً أن كافة الاستعدادات للمعرض تمت كما هو مخطط لها كون اللجان العاملة التي تولت مهام التنظيم والتنسيق للمعرض تتمتع بالكفاءة والجدية والمهنية العالية. وشدد وزير الثقافة والإعلام على عدم وجود ما يسيء للعقيد الإسلامية أو الدين أو يسيء للقيادة ، مؤكداً على تركيز اللجنة العليا المنظمة للمعرض على كافة المعروضات بأجنحة الدور المشاركة ، كون المعرض يتمتع بكم كبير من الموضوعات والمعارف التي تنشر فيها كافة دور النشر باللغة العربية وغيرها من اللغات العالمية. وأشار إلى اهتمام المعرض بالطفل من خلال تخصيصه لجناح كامل، مبيناً أن الطفل يمثل اللبنة الأولى لتشكيل ثقافة المجتمع، وهو الأساس الذي يعتمد عليه مستقبل الأمة ،وهو الغرس الحقيقي لنمو المعرفة السليمة. وأكد حرص الوزارة على تبني المشاريع والبرامج التي تخدم الطفولة بالمملكة العربية السعودية ، مشيراً في هذا الصدد إلى ما تم إقامته من المؤتمرات والفعاليات الموجهة للطفل، لافتاً إلى تقديم العديد من البرامج خلال احتفاء الوزارة باليوم العالمي للطفل، الذي تحتفي به الوزارة في كل عام مع بقية دول العالم. وبين وزير الثقافة والإعلام أن المعرض الافتراضي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012 م، يعد خطوة جديدة تخطوها اللجنة العليا للمعرض، لافتناً الاهتمام إلى أنه لم يشهد مثل تلك التجربة في أي من المعارض الدولية التي زارها. وأضاف " وهو من الأمور التي نعتز بها، لما يمنحه المعرض الافتراضي من فرصة لمن أراد ومن أي بقعة في العالم أن يطلع على محتويات المعرض من كتب ودوريات ونشرات ، تقدم للزائر لمقر المعرض بشكل فعلي". وحول المطالبات التي دعت لمقاطعة المعرض ووصمه بالمعرض التغريبي ، أكد معالي وزير الثقافة والإعلام أنه لا يمكن إجبار الناس على تغيير قناعاتها وفرض التساوي في فهمهم وتعاطيهم مع ما يطرح من إشاعات وكلام ليس له أساس من الصحة، مشيراً إلى وجود العديد من الجهات التي أبدت معارضتها للمعرض وما يحتويه من كتب ومطبوعات. ومضى يقول " إنها فرصة الآن أمام الجميع لزيارة المعرض والاطلاع على ما يقدم من كتب ومطبوعات ومحاضرات وحلقات نقاش ليقفوا بأنفسهم على حقيقة المعرض وما يعرض به". ودعا زير الثقافة والإعلام كافة المعارضين والمؤيدين للمعرض أن يزوروا المعرض، مضيفاً " ومن أراد المقاطعة فليقاطع لن نفرض عليه زيارة المعرض رغماً عنه، والدولة لا تفرض على أحد القدوم للمعرض، وإنما تقدم هذه التظاهرة الثقافية للجميع ولمن أراد الحضور لها ". وتساءل وزير الثقافة والإعلام قائلاً : من يحارب الكتاب والثقافة والمعرفة ؟ معتبراً أن أولئك المعترضين ضحايا إشاعات ومقولات مغلوطة لا أساس لها من الصحة، ودعاهم لزيارة المعرض ، لافتاً أنها دعوة عامة للجميع لزيارة المعرض والاطلاع على ما يحويه من ثقافة ومعرفة. وزاد يقول في شأن من يقومون بالاحتساب خلال أيام المعرض: " أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بهذا الأمر " ، موضحاً أنه لن يسمح لأحد بالإخلال بالنظام والأمن داخل المعرض ، وخلال فعاليات المعرض طيلة أيامه". وشدد على أن هناك قنوات حددتها الوزارة لمن أراد الاعتراض أو تقديم ملاحظاته على ما يقدم بالمعرض من كتب ومطبوعات أو حتى فعاليات وبرامج، مشيراً إلى تخصيص عدد من اللجان المتخصصة للنظر في تلك الشكاوى، لافتاً لوجوده وكذلك بقية وكلاء الوزارة طيلة أيام المعرض، وأنهم على أتم الاستعداد للاطلاع والاستماع لأي مقترح أو شكوى يقدمها أي زائر من زوار المعرض. وبين أن الجهة المخول لها بالاحتساب داخل المعرض هو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كونه الجهاز الحكومي المناط به المسؤولية عن الاحتساب، مبيناَ أن المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام عقدوا عدداً من الاجتماعات مع كبار المسئولين بجهاز الهيئة لتنسيق الجهود والعمل كفريق عمل واحد للتصدي لأي من المخالفات الشرعية التي قد تقع خلال أيام المعرض. واعتبر أن أي عمل من تلك الأعمال الاحتسابية يجب أن يكون مرتب ومنظم وفق الآليات المسموح بها والمقبولة ، مفيداً أن الوزارة قامت بكافة ما يترتب عليها من حيث التنظيم والتنسيق للمعرض ، وأشار إلى قيام العديد من الجهات الحكومية بالتعاون مع اللجنة العليا للمعرض لحفظ الأمن والنظام طيلة أيام المعرض. وزاد قائلاً " نحن نؤمن بأن كافة الجهات الحكومية والخاصة العاملة بالمعرض تقوم بعملها على أكمل وجه ، ونحن واثقون من أن الجهات الأمنية ستقوم بالعمل الواجب عليها تجاه حفظ الأمن والنظام ". من جانب أخر بين وزير الثقافة والإعلام أن هناك تنسيق جار مع الغرف التجارية السعودية لاستحداث صالات معارض أكبر مما هو عليه في الوقت الحالي ، وذلك لضيق المساحة الحالية له لاحتواء الفعاليات الكبيرة كمعرض الكتاب ، موضحاً أن العمل قائم على قدم وساق لإيجاد بدائل داخل المساحة المتاحة حالياً بالمعرض. وكشف وزير الثقافة والإعلام عن أن هناك العديد من الجوائز التي ستطلقها الوزارة بعد أن قامت بإطلاق جائزة الوزارة للكتاب على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 م، مشيراً إلى وجود عدد من اللجان العاملة بالوزارة تقف على مشاريع لجوائز تتعلق بالرواية والشعر وغيرها من المجالات الثقافية ، التي سترى النور في السنة المقبلة أو التي تليه بعد استكمال كافة الدراسات المتعلقة بها.