قال الكاتب الأميركي دويل ماكمناص إن ما وصفها بسياسية حافة الهاوية التي تتبعها إسرائيل ضد إيران من شأنها أن تضع مصالح الولاياتالمتحدة في خطر، وتساءل فيما إذا كانت تل أبيب جادة في تهديدها بضرب المنشآت النووية الإيرانية في وقت قريب. وأشار إلى أن رئيس هيئة الأركان الأميركي نورتون شوارتز أكد الأسبوع الماضي حقائق لم تعد تثير الدهشة، وتتمثل في أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أرسلت إلى البيت الأبيض لائحة بالخيارات الممكنة من أجل شن الحرب على إيران. وأضاف ماكمناص أن شن حرب ضد إيران لا يعتبر بالضرورة فكرة جيدة لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل على حد سواء، موضحا أن من شأن توجيه ضربة ضد إيران في هذا التوقيت زعزعة الاستقرار في المنطقة وعدم تحقيق الأهداف المرجوة من وراء الهجوم بنفس اللحظة. وقال إنه لا يوجد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى يقول بأن الحرب على إيران من شأنها منع طهران من مواصلة طموحاتها النووية، بل إن الهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي بإيران إلى الرد بكل تأكيد، وبالتالي إلى توسيع نطاق الحرب المحتملة. وأشار الكاتب إلى أن كل الخيارات والتوقعات بشأن أزمة البرنامج النووي الإيراني لم تمنع الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن يلوح بالسيف مهددا بالقول إنه "عندما تقول الولاياتالمتحدة إنه من غير المقبول أن تمتلك إيران أسلحة نووية، فإنها تعني ما تقول". وأوضح ماكمناص في مقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس الأميركية أن أوباما ربما يبدو متصلبا أكثر من قادته العسكريين إزاء النووي الإيراني، وذلك من أجل إرضاء حليفه المقرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو ، وذلك أيضا في ظل تصريحات كل من نتياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك المتمثلة في عدم إيمانهما بجدوى العقوبات الاقتصادية ضد إيران أو التفاوض معها في جعلها تتراجع عن طموحاتها للحصول على السلاح النووي. وأشار الكاتب إلى التحذيرات التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي والمتمثلة في أن إيران سرعان ما تخبئ منشآتها النووي عميقا في باطن الأرض بشكل يجعلها آمنة ضد أي هجوم عسكري تستطيعه إسرائيل. كما تساءل عن مدى جدية إسرائيل في تهديداتها بشن هجوم عسكري ضد إيران، وقال إن تل أبيب تبدو جادة، وإن ذلك من شأنه توقع ليس ردا إيرانيا فحسب، ولكن حربا على الأرض قد تندلع مع حزب الله اللبناني والمليشيات الموالية لإيران في المنطقة، مشيرا إلى أن استطلاعا للرأي كشف الأسبوع الماضي عن أن 19% من الإسرائيليين فقط يؤيدون شن حملة عسكرية ضد المنشآت النووي الإيرانية دون دعم أميركي، وأن 42% فقط يؤيدون ضرب إيران حتى في حال وجود الدعم الأميركي.