واصل النادي الأدبي بالرياض فعاليات "ملتقى المرأة والنص" الأول الذي تستضيفه أروقة النادي في أول تعاون مع كرسي بحث الجزيرة للدراسات اللغوية بجامعة الأميرة نورة. وشهد اليوم الثاني من الملتقى تقديم أربعة أوراق عمل ومداخلتين رئيسيتين، كانت ورقة العمل الأولى من نصيب الدكتور صالح زياد بعنوان (المرأة من مقعول الخطاب إلى فعالة .. إلى من تروي المرأة) وتناول الأستاذ خالد الرفاعي في الورقة الثانية (البنية الفكرية لرواية المرأة) وتداخل الدكتور حمد البليهد للتعليق حول الورقتين.. وشهدت الجلسة الثانية ورقتي عمل الأولى للدكتور أمينة الجبرين حول (سيمائية المرأة السعودية عند المرأة السعودية) والثانية كانت للأستاذ خالد المشوح عن (التغريدات النسوية في تويتر .. همو الخطاب النسوي) الرفاعي: الإبداع الروائي النسائي انتقل من الظل والإجحاف إلى دائرة الضوء في ورقته الموسومة (البنية الفكرية لرواية المرأة) والتي شهدت يرى الأستاذ خالد الرفاعي أن الإبداع الروائي النسائي – في العالم العربي - من دائرة الظلّ والإجحاف إلى دائرة من الضوء، وأضحى هدفاً لكثيرٍ من القراءات النقدية؛ وذلك بفضل دراسات جادّة، سلّطت الأضواءَ على رواية المرأة، وحرّرتها – إلى حد ما – من التهميش، أو التقميش المؤدلَج، أشير هنا – على سبيل التمثيل - (بثينة شعبان) و(إيمان القاضي) و(سوسن ناجي) و(رشيدة بنمسعود) ، وأخريات...، الأمر الذي حفّزنا – هنا في دول الخليج العربي- على الاهتمام بإبداع المرأة؛ غير أنّ من يتابع هذه القراءات في السنوات الثلاث الأخيرة يلمس عجزها عن النموِّ من الداخل، ودورانها المزعج في حلقة صغيرة. ويرى الرفاعي أنه في السنوات الثلاث الأخيرة لمس الراصدون مشكلةً نقديةً كبيرةً في التعاطي مع المنجز الروائي للمرأة، يمكن إجلاء هذه المشكلة بالإشارة إلى صورتين من صورها: أولاهما : الدورَان المزعج داخل دائرة ضيّقة، والانقطاع إلى سؤالَيّ البدايات (المعياري، التاريخي)، والانتهاء منهما إلى النتائج نفسها مع تغيير محدود في جزئيات البحث، وثانيتهما: النقد التسويقي، الذي يمارسه من أطلقت عليهم (سالمة الموشي) نقّاد " زمن الطبطبة " ، مضيفا: وأعني بهم أولئك النقاد، الذين ترتخي موضوعيتهم العلمية أمام النصّ النسائي، وتتسامح حوله ذوائقهم الفاعلة بشكل غريب، حتى كأنهم يمارسون على عتباته الغزل أكثر مما يمارسون النقد. مشيرا إلى أن الدراسات النقدية التي استهدفت منجزَ المرأة الروائي في السعودية خلصت إلى نتائج متقاربة، كشفت – في مجملها – عن وجود مشكلات كبيرة في بنيتها الجمالية؛ لافتا إلى خمسٍ من صور هذا الضعف :الأولى : هيمنة المسألة النسوية بمختلف قضاياها على خطاب الروائية، حيث سيطرت على نصوصها همومُ المرأة، وعلاقتها بالرجل في الواقع الموازي لواقعها الفني؛ لهذا جاءت روايتها مشحونة بالخطابية، ومتأسِّسة على رد الفعل الثانية : طغيان لغة الحزن والبكاء على روايتها، وسيطرة الأحداث المأساوية، وانعكاس هذا كله على بنية العنوان، وباقي شرائح العتبات الثالثة : انفلات السرد من الروائية، ووقوعها في حالات من الانفلات اللغوي، والانفلات في بنائية الزمن والشخصية .الرابعة : غياب القدرة على توظيف بعض التقنيات السردية، وتقديمِها بغايات دلالية وجمالية مقنعة .الخامسة : تناول الأحداث بسطحية ومباشرة، وتشويه الحركية السردية بالاستطراد، والشرح والتفسير . مشددا على أن لا يقدّم في هذه الورقة قراءة نقدية، بقدر ما يقترح سؤالاً جديداً، ينقلنا من مشاكسة المدوّنة الروائية، إلى مشاكسة أكبر، ومساءلة أصدق، للبنية التي عطلت فكرَ المرأة، وأصابته بالازدواجية والتردّد، فامتدّت بذلك إلى منجزها الفكري والأدبي . من جانبه تحفظ الدكتور حسين الحربي في مداخلته حول ما طرحه الرفاعي من ان معظم الروايات النسويه تُطبع فى دار الساقى واتهامها بأنها مموله من جهات تدعم الليبراليه ، لذلك اهتمت بالروايات الجنسيه النسويه السطحيه اكثر " وطارت بها فى العجه ، قائلا: لو انا كتبت روايه جنسيه لن يتلتفت اليها احد ، بينما لو كتبتها اى انثى فان الأيادى سوف تتلاقفها الجبرين: المرأة أسيرة الفحولة والذكورة في ورقتها سيميائية المرأة السعودية عند المرأة السعودية "كاريكاتور هناء حجار نموذجا" حاولت الدكتورة أمينة الجبرين الوقوف عند ملامح الدور الأنثوي الجديد، الذي تبدو فيه المرأة السعودية في مواجهة الرجل، من خلال 4 لوحات كاريكاتورية للرسامة السعودية هناء حجّار، تكشف فيها، وبشكلٍ علني، أبرز ملامح التهميش والإلغاء الذكوري كما رصدته الباحثة من وجهة نظرها. وتشير الورقة إلى أن السواد الأعظم من الكاريكاتور النسائي السعودي يصب اهتمامه حول قضايا المرأة. تقول: إذن نحن هنا أمام دورٍ جديد وممنهج، تبدو فيه المرأة السعودية في مواجهة الرجل، تُجسّد بأناملها أسلوباً أنثوياً جديداً، يبدو أبلغ بكثير منه في إبداعها الكتابي، فهي، ومن خلال رسمها، تواجه الرجل، ولم تحاول قط إلغاءه، لكنها في الوقت نفسه، تجعل منه مادة للعبث والسخرية، وتصيره موضوعاً لها، ولإبداعها، وهي وسط هذا كله لم تتخفَّ خلف اسم مستعار، كما لم تجعل لها رمزاً لا يبين عن شخصيتها وهويتها، بل على العكس من ذلك، اختارت لها توقيعاً يَبِينُ عن اسمها الصريح. وتحسن الإشارة إلى أسبقية الدكتورة الجبرين في طرح مثل هذا الموضوع الجديد وتناوله على هذا النحو مما يفتح الباب لدراسات جديدة لكن ما عابه بعض المداخلين في الملتقى على الباحثة هو إفراطها في تقصي البعد الذكوري والفحولي على حد وصفها وهو ما اعتبرته الدكتورة منال العيسى في مداخلتها أمرا يزعحها كأنثى فيما رأى الدكتور حسين المناصرة أن هناك لوحتين من الكاريكاتور ليس لها علاقه بالفحوله او بالذكوره ورغم ذلك استخدمتها الكاتبة على هذا النحو مشيرا إلى أنه كان يتمنى ان يتم التركيز على الذات الأنثويه اثناء الصراع ، فاحدى الرسومات التى توضح اعتماد المرأه على الخادمه ان هذه تُدين المرأه بإستخدامها للخادمه . المشوح: الحقوق هاجس السعوديات على تويتر ناقش الأشتاذ خالد المشوح موضوعا مبتكرا من نوعه وهو (التغريدات النسوية على تويتر) بوصفه امتدادا لفن التوقيعات متناولا الهموم التي تناقشها هذه التغريدات وصلتها بالخطاب الثقافي ودلاالات الحضور النسوي في قضايا المرأة ملقيا الضوء على الميزات التي حظيت بها من خلال :قصر التغريدة وكثافة الدلالات في كل تغريدة والترميز وعلاماته في التغريدات والدور الذي تقوم به من خلال دراسة اربع شخصيات نسوية تغرد في تويتر ومدار الهموم التي تتناولها المثقفة السعودية وهن هتون اجواد الفاسي الكاتبة في صحيفة الرياض ، وبدرية البشر الكاتبة في صحيفة الرياض ، وثريا العريض الكاتبة في صحيفة الجزيرة ، ونورة خالد السعد اكاديمية وكاتبة . وتشير الورقة إلى مجموعة من الخصائص المشتركة التي جمعت المغردات وهي: الاهتمام بقاضيا المرأة بشكل كبير وفق الخلفية الفكرية لكل كاتبة لكن قضية الحقوق بشكلها العام هاجس لدى الجميع ، كماان المغردات تصل افكارهن في الغالب من خلال تغريدة واحدة فقط وهذا يعكس قدرة تحديد الفكرة بشكل دقيق ومن ثما صياغتها في 140 حرف ، كما أن استخدام علامات الترقيم ليس كثيرا باستثناء العلامات التي تضيف ايحاء معين على المقولة مثل اشارات التعجب والاستفهام ، مشير إلى أن حصر التغريدة ب140 حرف يجعل الكاتب يتنازل عن الكثير من القيود والاساسيات الغوية احيانا على حساب الفكرة لذا نجد أن استخدام الالفاظ في مرونة عالية لدى المغردات ومن الصعب نطق بعض الالفاظ في غير تويتر .