كشف البنتاغون عن مصادرة وحرق نسخ من الإنجيل طبعت بلغتي الباشتون والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في أفغانستان، لمنع الالتباس من محاولة استخدامها في تنصير الأفغان، وسط اتهامات للجنود الأمريكيين بالمشاركة في حملات تبشيرية هناك. وقال العقيد مارك رايت إنه تمت مصادرة نسخ الإنجيل من قاعدة "باغرام" الجوية، بموجب القيود واللوائح المطبقة على كافة القوات العسكرية المنتشرة في أفغانستان، وتحظر على الجنود، من كافة العقائد، التبشير والدعوة لاعتناق أي ديانة أو عقيدة أو ممارسة أي طقس عقائدي مما قد يعرض حياتهم، والمدنيين ، للخطر. وأوضح رايت:لذلك جاء قرار التخلص من تلك النسخ.. خروجها قد يفسر من قبل الأفغان بأن الحكومة أو الجيش الأمريكي يسعيان لدفع المسلمين لاعتناق المسيحية. وجاءت تفسيرات الجيش الأمريكي الأخيرة على خلفية تقرير بثته قناة الجزيرة بالإنجليزية، لمح خلاله المراسل لما بدا كقداس وصلاة جماعية لجنود أمريكيين، كمحاولات لنشر النصرانية. ونفى الجيش الأمريكي، في مطلع الشهر الجاري، تلك المزاعم قائلاً إن الفيديو أخرج من سياقه. وقال العقيد غريغوري جوليان: "هذا نوع خطير وغير مسؤول من الإعلام، بإثارة المشاعر بمواد فيلمية قديمة لقداس لجنود أمريكيين في قاعدة أمريكية، والتخمين بأن الجنود يقومون بتنصير الأفغان." وبرر الجيش الأمريكي وجود نسخ الإنجيل المترجمة، بتلقي أحد الجنود لها دون علمه بأنه غير مصرح له بتوزيعها، فيما نقلت "الجزيرة" قول جندي، لم تسمه: "أشكر الرب لأن كنيستي جمعت الأموال لإيصال تلك الأناجيل إلى أفغانستان." وقال رايت إن القسيس بادر بتصحيح الجندي وأمر بمصادرة كافة نسخ الإنجيل. وقد أشارت قناة "الجزيرة" إلى فشل مساعيها في الحصول على تعقيب من الجيش الأمريكي لتضمينه في تقريرها. هذا وقد نقلت قناة "الجزيرة" عن بريان هيوز، منتج الفيلم الوثائقي، قوله: "ليس من بين هؤلاء الجنود من يتحدث لغة الأفغان كما أنهم لم يثيروا مسألة تعلم لغة البشتون أو الداري من خلال الإنجيل المطبوع بهذه اللغات وبالتالي فإن السبب الوحيد وراء حصولهم على الأناجيل مطبوعة بتلك اللغات هو توزيعها على الأفغان وأنا أعلم تماما أن هذا أمر غير سليم ولهذا حرصت على تصويره وتوثيقه."