إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل أمس الملا كفاية الله، نجل الملا صوفي محمد مؤسس حركة «تطبيق الشريعة» في اقليم وادي سوات شمال غربي باكستان الذي قاد مفاوضات أدت الى توقيع اتفاق سلام مع حكومة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي في شباط (فبراير) الماضي، قبل ان ينسحب منه المتشددون نهاية نيسان (ابريل) الماضي، احتجاجاً على اطلاق الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضدهم. وأوضح امير عزت خان الناطق باسم الملا صوفي ان نجل الاخير البالغ 50 من العمر قتل في غارة جوية نفذها السلاح الجو التابع للجيش الباكستاني قرب لال قلعة ببلدة دير السفلى المجاورة لاقليم سوات، والذي سيطر عليه مقاتلو «طالبان» قبل اسبوعين تنفيذاً لاتفاق سلام منحهم حق «تطبيق الشريعة» في مقابل القاء السلاح، وهو ما لم يحصل. في غضون ذلك، حذرت المنظمة الدولية للصليب الاحمر من تفاقم «الازمة الانسانية» في مناطق القبائل الباكستانية، بعد فرار اكثر من 120 الف شخص من عمليات الجيش المستمرة منذ 12 يوماً في محيط وادي سوات، على رغم اعلان السلطات انها ستستحدث خلال ايام مخيمات لاستيعاب 500 الف شخص سينزحون من بونير ودير السفلى وسوات. وأكد بينو كوشير، مدير عمليات المنظمة الدولية للصليب الاحمر في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ان المنظمة باتت لا تستطيع دخول المناطق الاكثر تضرراً من المعارك، فيما نبذل بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر الباكستاني جهوداً حثيثة لتأمين غذاء ومواد اساسية للنازحين، علماً اننا قدمنا مساعدات الى مئة الف لاجئ قبل عملية بونير ودير السفلى»، داعياً اطراف النزاع كلها الى التزام قواعد القانون الدولي الانساني، خصوصاً على صعيد اخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وفيما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد لقائه نظيريه الافغاني حميد كارزاي والباكستاني آصف علي زرداري في واشنطن اول من امس: «الطريق امامنا صعبة في باكستانوافغانستان، وسيقع مزيد من العنف وستحدث انتكاسات»، رأى المبعوث الفرنسي الخاص لباكستان بيار ليلوش ان التمرد على الحدود بين افغانستانوباكستان انتقل الى داخل باكستان اليوم، «ما يجعل المجتمع الدولي يواجه كابوساً حقيقياً في هذا البلد، حيث يوجد مخزون اسلحة نووية». وأضاف: «يجب الا تتوقعوا رؤية ارتال من طالبان يتقدمون الى العاصمة. الامر اكثر تعقيداً، لأننا نشهد اجواء من الطلبنة المتزايدة في الاقاليم القريبة من العاصمة، طلبنة في الفكر تؤدي الى اغلاق مدارس وصالات رياضية خاصة بالديبلوماسيين الاجانب في اسلام اباد ذاتها». وفي افغانستان، تظاهر مئات من الاشخاص في ولاية فرح (غرب)، للاحتجاج على مقتل عشرات المدنيين في غارات جوية اميركية استهدفت المنطقة اثر هجوم شنته «طالبان» واسفر عن مقتل ثلاثة شرطيين وثلاثة مدنيين. وتدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين الذين هتفوا «الموت لاميركا، الموت للغزاة» ورشقوا مباني حكومية بحجارة، واطلقت النار في الهواء ما ادى الى جرح اربعة اشخاص بينهم ثلاثة تعرضوا للدهس. ووصل ممثلون لوزارتي الداخلية والدفاع والبرلمان والرئاسة الافغانية والقوات الدولية الى منطقة بالا بولوك في فرح للتحقيق في الغارات الجوية، وصرح الكولونيل غريغ جوليان، الناطق باسم القوات الاميركية في افغانستان، بأن معلومات تفيد بأن طالبان تعمدت التسبب في هجوم يسفر عن خسائر مدنية، واخرى عن مقتل مدنيين على ايدي طالبان قبل ان يقدموا باعتبارها ضحايا قصف جوي». على صعيد آخر، حضت «طالبان» الأفغان في شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة» الاخبارية على مقاومة محاولات تحويلهم الى دين آخر، وذلك بعد بث لقطات لجنود أميركيين يدرسون افغاناً أناجيل ترجمت إلى لغتي الداري والبشتو. وأورد موقع ل «طالبان» على شبكة الانترنت أن تحويل الإفغان الى المسيحية «جزء من خطة الحرب الأميركية»، علماً ان الجيش الأميركي كان أكد حظر تبشير جنوده بأي دين أثناء مزاولتهم الخدمة. وأعلن ان القيادة العسكرية صادرت الاناجيل المترجمة، وتخلصت منها، وانها لم توزع على أفغان.