أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن بعض المراقبين يعتقدون أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تخلى عن الجامعة العربية بشأن سوريا، ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى قد تشمل دعم "الجيش السوري الحر" الذي يقاتل قوات النظام. وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحرك سيكون تكراراً لإستراتيجية قطر في ليبيا، حيث قدمت الدوحة الدعم المالي والعسكري للمسلحين، لكن الرهان في سوريا هو أعلى بكثير، كما أن انتهاج الدوحة إستراتيجية شاملة حولها هو أخطر بكثير أيضاً. وأضافت "التصريحات الأخيرة لأمير قطر حول نشر قوات عربية في سوريا ربما قصد من ورائها إثارة الجدل حول التدخل العسكري، المستبعد حالياً بالغرب وضمن العالم العربي نفسه، على الرغم من معرفة الجميع بأنه يمكن أن يصبح حتمياً بنهاية المطاف". وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن سياسة قطر حول سوريا كانت لها نتائج متباينة حتى الآن، وصحيح أن الدوحة ساعدت الجامعة العربية في التحرك نحو سياسة أكثر عدوانية حيال نظام الرئيس بشار الأسد، لكن هذه السياسة انتهت أيضاً بإيفاد مراقبين عرب استغل النظام السوري مهمتهم، وتركت المسئولين بالدوحة في حيرة مثل المعارضة السورية. وقالت "بالنسبة إلى الدوحة نفسها، يمكن أن تشكل الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر جرأة ضد دمشق خطراً على أمنها ما قد يدفع النظام السوري للانتقام، ومن المحتمل أن تكون قطر على رأس قائمته للأهداف المطلوبة". وأوضحت "أن القطريين يدركون الأخطار لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأزمة السورية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الرهان على نظام الرئيس الأسد يستحق كل هذا الجهد". ونسبت إلى ديفيد روبرتس من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية فرع الدوحة قوله "إن حسابات المخاطر والمنافع بالنسبة لقطر ليست في غير محلها، فالقطريون سيخسرون إذا بقي الأسد في السلطة للسنوات العشر المقبلة، لكن العلاقات معه انتهت والمخاوف الأمنية من سوريا قائمة والتكاليف تم دفعها، فماذا سيخسر أمير قطر من محاولة أن يكون في الطليعة؟"، مبينا أن "قطر استثمرت أموالاً كبيرة في سوريا، وتريد أن تؤثر على بعض أنواع القرار".