نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً تحليليًا حول العلاقات البريطانية مع التيارات الإسلامية الصاعدة, بعد موجةِ ثوراتِ الربيع العربي، مشيرةً إلى أنّ الرياح الإسلامية التي تهب على المنطقة العربية والإسلامية, أجبرت لندن على الرضوخ والإقرار بالواقع الجديد الذي تشهده المنطقة خاصة في مصر. وأوضح المقال الذي كتبه الخبير في شئون الشرق الأوسط دونالد ماكنتير أنّ هناك بوادر تشير الى أنّ بريطانيا على استعداد للتعامل مع من تأتي به الانتخابات، كائنًا من كان، موضحًا أن السفير البريطاني في القاهرة التقى مسئولين رفيعي المستوى في حزب الحرية والعدالة عقب الجولة الأولى للانتخابات, وأبلغوه ألا نية لديهم في إلغاء معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، وهو ما جعل لندن تقول إنها ستتعامل مع من يصل لسدة الحكم أيًّا ما كان توجهه. وأضاف: "وزير الخارجية البريطاني السابق تحدث عن دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية في الولاياتالمتحدة واستنتجت أنّ الأحزاب الإسلامية التي انخرطت في لعبة الديمقراطية تتجه إلى الوسطية لجذب أصوات الناخبين". وأشارَ إلى أن مرحلة ما بعد الثورات في العالم العربي ستشكل تحديًّا من نوع جديد للغرب، فها هي الانتخابات المصرية تتمخّض عن تقدم للإخوان المسلمين والسلفيين، وفي تونس فازَ حزب النهضة الإسلامي، فكيف سيتعامل مع ديمقراطية جلبت الإسلاميين؟!". واختتم المقال ب"أنّ الغرب لم يصنع الثورات في العالم العربي كما لا يستطيع إيقافها، وبإمكانه أن يتجاهل ما تجلبه أو يقرر التعامل معها بإيجابية، ولكن بعيون مفتوحة. لا خيار آخر أمامه".