أنصت الناخبون البريطانيون، ومنهم من ذوي الأصول العربية والإسلامية، للوعود الانتخابية التي طرحتها الأحزاب، كما شاهدوا لأول مرة مناظرات تلفزيونية مباشرة بين قادتها تناولت القضايا المحلية والدولية. وتشير التقديرات إلى وجود نحو 2.5 مليون ناخب عربي ومسلم في المملكة المتحدة، ما يجعل منهم كتلة انتخابية يمكن في حال تفعيلها بشكل منظم أن تؤدي إلى ترجيح كفة أي من الأطراف. ولكن، ما هي اتجاهات هؤلاء الناخبين في الانتخابات المقبلة؟. تؤكد مجموعة من الناخبين أن مشاركة حكومة حزب العمال بقيادة توني بلير في غزو العراق في عام 2003 دفع العديد من هؤلاء الناخبين العرب والمسلمين إلى التصويت، على غير العادة، لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار، بل وحزب المحافظين على الرغم من تصويت الأخير لصالح الحرب. وقد لعب الأداء المميز الذي قدمه زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار خلال المناظرة التلفزيونية الأولى في استمالة أصوات بعض الناخبين الشباب الذين أبدوا إعجابا بسياساته الإصلاحية مثل إصلاح النظام الانتخابي. ويقول مراقبون إن حزب العمال الحاكم كان يحصل بشكل تاريخي على تأييد الكثير من الناخبين العرب، وهو ما يؤكده عطا الله سعيد، رئيس رابطة العرب البريطانيين ورئيس المجموعة العربية في حزب العمال. إلا أن هذا الوضع تغير سلبيا في انتخابات عام 2005. وفي المقابل، يقول جهاد الخازن، إعلامي عربي مقيم في لندن، إن منطقة تشيلسي التي يقطنها في العاصمة لندن تصوت بشكل تقليدي لصالح مرشح حزب المحافظين، وإنه يعطي صوته لمرشح هذا الحزب رغم قناعته بأن الحكومات البريطانية المتعاقبة سواء كانت عمالية أو محافظة لم تكن من أصدقاء العرب. وكشف الإعلامي أن النشطاء العرب في الأحزاب السياسية الرئيسة يقومون بالتواصل مع الناخب العربي في جميع الدوائر للحصول على صوته، إلا أنه شكك في التزام غالبية السياسيين بالوفاء بوعودهم الانتخابية حال وصولهم للمنصب. ويؤكد عطا الله سعيد أن 15 مرشحا من أصول إسلامية يمثلون حزب العمال بينهم عشرة مرشحين من أصول عربية في الانتخابات المحلية إلى جانب مرشح عربي هو بسام محفوظ للفوز بمقعد في البرلمان عن دائرة وسط ايلنج وآكتون غربي لندن. ويأمل المراقبون أن تشهد الانتخابات العامة نهاية للمشاركة الهامشية للناخب العربي والمساهمة بصوته في رسم خريطة بريطانيا السياسية للسنوات الخمس المقبلة.