لم تبدُ مشاركة العرب الموجودين في بريطانيا على رغم ارتفاع عددهم، بارزة جداً في العملية السياسية سواء كناشطين أو كمرشحين. فمن المتوقّع فوز أول مرشح من أصل عربي خلال الانتخابات العامة التي ستجرى في 6 أيار (مايو) 2010، ليصبح نائباً في البرلمان البريطاني. إنه بسام محفوظ البالغ من العمر ثلاثين سنةً والمرشح عن حزب «العمّال» في دائرة «إيلنغ سنترال وآكتون» في غرب لندن. وأشار محفوظ إلى أنه سيعمل في حال فوزه في الانتخابات على إشراك اللبنانيين والعرب الآخرين المتواجدين في بريطانيا في الحياة السياسية مضيفاً أنه يريد «أن يضمن سماع الصوت العربي في البرلمان البريطاني». وقال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي - البريطاني ل «الحياة»: «يصبح العرب البريطانيون عاماً تلو الآخر أكثر انخراطاً والتزاماً وتأثيراً أيضاً في السياسة البريطانية. لا شكّ في أنها عملية بطيئة إلا أنّ ترشح أشخاص عرب مثل بسام محفوظ على مقاعد مضمونة هو أمر رائع». وتابع دويل: «سيعمل مجلس التفاهم العربي - البريطاني على تعزيز هذا الأمر وسيعمد إلى تذكير أصدقائنا العرب البريطانيين كافة أنه بوسعهم القيام بذلك وفرض التغيير. فهم يتمتعون بالجدارة وينبغي علينا دعمهم». ونشرت «الحياة» في 30 آذار (مارس) الماضي مقالاً ألقى الضوء على رجل الأعمال العراقي من أصل كردي ناظم الزهاوي وهو من شبه المؤكد فوزه في بلدة «ستراتفورد أون آيفون» مسقط رأس الكاتب المسرحي وليم شكسبير، ليصبح نائباً في البرلمان عن حزب المحافظين. كما ترشحت عنود السامرائي من أصل عراقي في الانتخابات العامة عن الحزب «الليبرالي الديموقراطي» في دائرة «إيلفورد ساوث» في شمال شرق لندن. كانت السامرائي تعيش في الكويت إلى جانب أمها البريطانية ووالدها العراقي وبقيت هناك حتى بلغت سنّ العاشرة ومن ثمّ انتقلت إلى لندن بسبب اندلاع حرب الخليج الأولى عام 1991. انتخبت السامرائي عضو مجلس في «لندن بورو أوف ساوثوورك» كما عملت منذ عام 2004 على إدارة مكتب دائرة النائب عن الحزب «الليبرالي الديموقراطي» سايمون هيوز. ومن المحتمل أن يحتفظ حزب «العمّال» بمقعد «إيلفورد ساوث» مع فوز مرشحه مايك غيبس مع العلم أنه نائب في هذه الدائرة منذ عام 1992. ففي الانتخابات العامة التي أجريت عام 2005، أعيد انتخابه بنسبة 50 في المئة من الأصوات. كما احتل مرشح الحزب «الليبرالي الديموقراطي» المركز الثالث وحاز على خُمس الأصوات فقط. وكان الحزب «الليبرالي الديموقراطي» الحزب الوحيد من بين الأحزاب الثلاثة الأساسية الذي صوّت ضد اجتياح العراق. كما تتناسب السياسة التي يعتمدها الحزب حيال هذا الموضوع وحيال النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني مع توجهات عدد من العرب والناخبين الآخرين. وأسفرت نتائج الانتخابات العامة الأخيرة عن تقدّم الحزبين الأساسيين في بريطانيا حزب «العمّال» وحزب «المحافظين» على الحزب «الليبرالي الديموقراطي» لكن يبدو أن الأخير يحتل أهمية متزايدة في الانتخابات المقبلة بما أنه من المرجح نشوء «برلمان معلّق» لا يحظى أي حزب فيه بأكثرية مطلقة. كما أظهرت استطلاعات الرأي تحسناً كبيراً في موقع الحزب وذلك بعد الأداء الممتاز الذي قدّمه زعيمه نيك كليغ في أول مناظرة تلفزيونية من نوعها بين زعماء الأحزاب الثلاثة الأساسية. ويعزى سبب غياب دور بارز للعرب في بريطانيا إلى قلّة المعلومات الدقيقة المتعلقة بهم. فقد ركزت الحكومة على تشجيع مشاركة المسلمين البريطانيين في السياسة مع العلم أنّ هذه الفئة لا تمثّل بالضرورة الهوية العربية. فلا شكّ في أن مصطلح «مسلم بريطاني» يشمل أيضاً الكثير من الأشخاص من أصول عربية. إلا أنّ العرب يملكون هوية مختلفة عن هوية مجمل المسلمين البريطانيين. فتتحدر غالبية المسلمين البريطانيين من بلدان شبه القارة الهندية مثل باكستان وبنغلادش والهند. وثمة اختلافات ثقافية واجتماعية بينهم وبين العرب لا سيما أنّ تفكير العرب البريطانيين يميل إلى العلمانية وثمة عدد كبير من المسيحيين بينهم. منذ عام 1997، تمّ انتخاب أربعة نواب مسلمين مع العلم أنّ أياً منهم ليس من أصل عربي. ومنذ عام 1998، تمّ تعيين عدد من المسلمين في مجلس اللوردات لكن لا وجود لعضو عربي في المجلس. يرى شريف حكمت نشاشيبي الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة منظمة «آراب ميديا ووتش» الذي يقع مقرها في لندن أن مشاركة العرب في العملية السياسية ستتحسن بعد الإحصاء الذي سيجرى عام 2011. فستتم لأول مرّة إضافة فئة «العرب» إلى الخيارات الأخرى الواردة في الجزء الخاص بالإثنية في استمارة الإحصاء بعد أن كان مصطلح «آخر» يشمل ضمناً هذه الفئة. كما أشار نشاشيبي إلى أن إحصاء عام 2011 «سيساهم في تقديم معلومات تتعلق بنمو المجتمع» لافتاً إلى غياب المعلومات الدقيقة حول عدد العرب في بريطانيا إذ يشير بعض التقديرات إلى أنّ عددهم يبلغ نصف مليون نسمة فيما تشير التقديرات الأخرى إلى أنّ عددهم أكبر بكثير. كما سيتيح الإحصاء لأول مرة فرصة تكوين صورة عن عدد العرب وتوزعّهم في الدوائر البرلمانية وفي المناطق الإدارية. فيساهم ذلك في استهداف الناخبين العرب وفي معرفة توجهاتهم الانتخابية، ما يعطيهم سلطة أكبر في التصويت. على رغم الغياب الواضح في مشاركة العرب في العملية السياسية، أصبح المزيد من العرب البريطانيين فاعلين في الديموقراطية المحلية إذ راحوا ينظّمون الحملات لمصلحة الأحزاب ويترشحون. يُعتبر رجل الأعمال الفلسطيني - الأرميني غسان كاريان أحد الرواد على صعيد مشاركة العرب في الديموقراطية المحلية البريطانية مع العلم أنه بات أول عربي يُنتخب في بريطانيا رئيساً للبلدية عام 2000. ولد كاريان في بيروت وانتقل إلى لندن في سن الثامنة. كان والده رسام الكاريكاتور جورج كاريان يعمل في «الحياة» في بيروت كما عمل في صحيفة «الشرق الأوسط» في لندن. انتخب غسان كاريان لأول مرة عضو مجلس عن حزب «العمّال» في دائرة «بورو أوف هامرسميث وفولهام» في غرب لندن عام 1994 عندما كان في سن الحادية والعشرين وقد بقي في هذا المنصب لمدة اثنتي عشرة سنة. وفي عام 2002، قام زملاؤه أعضاء المجلس بانتخابه رئيساً لبلدية «هامرسميث وفولهام». يقرّ كاريان بوجود تداخل بين العرب والمجتمعات الإسلامية إلا أنه يعتبر أن «ثمة صوتاً عربياً مختلفاً يجب أن يُسمع». وفي اليوم المحدّد للانتخابات العامة في 6 أيار (مايو)، ستجرى الانتخابات المحلية للمجالس في 32 منطقة إدارية في لندن وفي أنحاء أخرى من بريطانيا. تقسّم كلّ منطقة إدارية في لندن إلى «دوائر» وتنتخب كل دائرة ثلاثة أعضاء مجلس لتمثيلها في مجلس المنطقة الإدارية. عطا الله سعيد هو من بين المرشحين العرب. وُلد في فلسطين عام 1947 وترعرع في بيروت وقطر. إنه مرشح عن حزب «العمّال» في دائرة «إيست آكتون» في «بورو أوف إيلنغ». ومن الواضح أن ثمة عدداً كبيراً من الناخبين العرب في «إيلنغ» إذ يقدّر سعيد أن هذه الدائرة وحدها تضمّ حوالى ثلاثة ألف عربي. ويرى أن المشكلة تكمن في إقناع العرب بالتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. والجدير ذكره أنه كان مرشحاً عام 2006 في الانتخابات المحلية وخسر بفارق 50 صوتاً. انضم سعيد إلى حزب «العمّال» عام 1997 وفي عام 2000 أسس «مجموعة العمل العربي» فضلاً عن «رابطة العرب البريطانية» التي أُطلقت في شهر أيار (مايو) من العام الماضي خلال حفل استقبال حضره وزير الخارجية ديفيد ميلبند. ونظّمت «الرابطة العربية البريطانية» حديثاً حفل استقبال في مركز «برايوري كوميونيتي» في «آكتون» وقد حضره أكثر من مئتي شخص بمن فيهم بسام محفوظ وبعض المرشحين العرب في الانتخابات المحلية فضلاً عن سفراء عرب والنائب عن حزب «العمّال» في دائرة «إيلنغ آكتون وشيفرد بوش» المنتهية ولايته أندرو سلوتر. وهو مرشح عن مقعد دائرة «هامرسميث». وتشمل دائرة «كولفيل» في منطقة «رويال بورو أوف كينسينغتون وتشيلسي» في غرب لندن جزءاً من شارع «بورتوبيللو» المشهور بسوقه مع العلم أنه قريب من مكان وجود أكبر جالية مغربية في بريطانيا. أمير أخريف هو من بين المرشحين الثلاثة عن حزب «العمّال» في هذه الدائرة. والده من أصل جزائري وقد انتقل إلى المغرب خلال حرب الاستقلال قبل أن يذهب إلى بريطانيا. درس أخريف في كلية الاقتصاد في لندن وعمل لعدة سنوات لمصلحة النائب المحلية عن حزب «العمّال» المنتهية ولايتها كارين بوك. كما أنه قيّمٌ على منظمتين خيريتين في المنطقة. أشار أخريف إلى أنه يصب اهتماماته السياسية الأساسية على السكن والأولاد الفقراء والتعليم. أما المرشحان الآخران عن حزب «العمّال» فهما بنظير لاشاري وديز أو نيل. كان مشتاق لاشاري والد بنظير يدعم الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو وقد سمّى ابنته تيّمناً بابنة الرئيس بنظير بوتو. ليس أخريف المرشح الوحيد من أصل جزائري عن دائرة «كولفيل». فسامية بن طيّب التي عاشت في المملكة المتحدة على مدى سبع عشرة سنة هي من بين المرشحين الثلاثة عن حزب «المحافظين». تحرص بن طيّب التي تعمل مع المجتمع المحلي، على البقاء على اتصال وثيق بجذورها الجزائرية حتى انها تنصح الشركات البريطانية مثلاً بزيارة الجزائر. كما أنها وضعت كتاباً حول هذا البلد. يعتبر انتخاب شخص بريطاني من بلد عربي في منصب عضو مجلس أمراً غير مألوف إلى حدّ أنّ هذا الحدث يتصدّر عناوين الأخبار عند حصوله. هذا ما كان عليه الحال عندما أصبحت منى حاميتوش أول امرأة من أصل جزائري تُنتخب عام 2006 في منصب عضو مجلس في المملكة المتحدة. فقد تبوأت هذا المنصب عن حزب «العمّال» في «نورث لندن بورو أوف إيلنتون» وهي تأمل في الاحتفاظ بمقعدها في الانتخابات القادمة. وعندما قام الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بزيارة بريطانيا في حزيران (يونيو) 2006 دُعيت حاميتوش للقائه في مجلس العموم تقديراً لتعيينها في هذا المنصب. ترشّح عدد من البريطانيين من أصل مغربي أيضاً في الانتخابات المحلية. فعبدالسلام إدريسي العمراني هو مرشح عن حزب «العمّال» في دائرة «كاتفورد ساوث» في «بورو أوف لويشام» جنوب شرق لندن. عمل العمراني منذ عام 1983 مديراً للخدمات التجارية في غرفة التجارة العربية - البريطانية. وانضم عمراني إلى حزب «العمّال» عام 1994 بعد أن أعجبته أفكار حزب «العمّال» الجديد بزعامة توني بلير حينها. كما أنه انتخب عضو مجلس في «لويشام» وبقي في هذا المنصب من 1998 ولغاية 2006 حين خسر مقعده. بدا فاعلاً في سياسة حزب «العمّال» على الصعد كافة، فكان مثلاً أمين سرّ الحزب المحلي كما اختير ليكون على لائحة المرشحين البرلمانيين لحزب «العمّال» في «كينسينغتون وتشيلسي». عيشا (عائشة) ليس هي مرشحة أخرى من أصل مغربي عن حزب «العمّال». انضمت إلى هذا الحزب منذ أربع عشرة سنة. وهي حالياً مرشحة عن دائرة «ليتل فينيس» في «بورو أوف وستمنستر» مع العلم أن هذه الدائرة تشكل جزءاً من شارع «ادجوار» في لندن الملقب بشارع العرب. وُلدت ليس في لندن وترعرعت في منطقة «ليتل فينيس». تخولها إجادتها الّغة العربية التواصل مع السكان العرب والأكراد في هذه المنطقة. فاطمة مراد مرشحة مغربية عن حزب «المحافظين» في دائرة «تشيرش ستريت» في «وستمنستر» القريب من شارع «ادجوار». كانت مراد تنتخب حزب «العمّال» لكنها تعبّر اليوم عن «اعتزازها بالانتماء إلى المحافظين». تعاني المنطقة فقراً ومشاكل إدمان على المخدرات وظاهرة الدعارة. وتعمل مراد لمصلحة «الحسنينية» وهي مجموعة دعم للنساء المغربيات. فأعلنت في هذا الصدد: «تقول لي الأمهات الصغيرات في السن أنهن لا يستطعن العمل لأنهن لا يستفدن كثيراً وذلك بسبب الضرائب» مؤكدة أنّ «الحياة بالنسبة إلى عدد من الفقراء في «وستمنستر نورث» قد ازدادت سوءاً خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية لحكومة حزب العمّال». أحمد غريب عبدالحميد هو من بين المرشحين الذين يتنافسون مع مراد. فهو محامٍ مصري مرشح عن حزب «العمّال». يعيش عبدالحميد في بريطانيا منذ عام 1973 وهو مؤسس ورئيس «المنظمة الأنغلو - مصرية» وهي مؤسسة خيرية تقع في شارع «هارو» وتقدم خدمات قانونية وخدمات أخرى للجالية الناطقة باللغة العربية وآخرين. ويزداد عدد الصوماليين في بريطانيا بسرعة ويقال إنهم يشكلون أكبر جالية من اللاجئين في بريطانيا. يبذل زعماء المجتمع الصومالي جهوداً من أجل إدخال أفراد جاليتهم في المجتمع والسياسة البريطانيتين. انضم عبد اللي محمود إلى الحزب «الليبرالي الديموقراطي» منذ عشر سنوات وهو مرشح عن هذا الحزب في دائرة «كنتيش تاون» في «بورو أوف كامدين» في وسط وشمال لندن. وعند سؤاله عن السبب الذي دفعه إلى اختيار هذا الحزب أجاب محمود: «أنا صومالي وعربي، ومسلم. فلا يسعني أن أنتمي إلى حزب «العمّال» بما أنني أعارض الحروب في العراق وأفغانستان والصومال» مضيفاً «أنا أؤمن بالسياسة الليبرالية وبحقوق الإنسان». فهو يرى أن القيم التي يدافع عنها الحزب «الليبرالي الديموقراطي» قد «تقوّضت في حزب «العمّال» الجديد». وأشار محمود إلى وجود 17 مرشحاً صومالياً في الانتخابات المحلية. وقد التقى ثمانية منهم أخيراً في استوديوات القناة التلفزيونية الصومالية «يونيفرسال تي في» من أجل إجراء حوار مع الجمهور بثّ على شاشة التلفاز. عوالي أولاد مرشح صومالي آخر. كان الرئيس الأسبق لمركز الموارد وتنمية الشباب الصوماليين ومرشح عن حزب «العمّال» في «هولبورن وكوفنت غاردن» في «كامدن». وفي منطقة «تاور هامليتس» الفقيرة في شرق لندن حيث يعيش عدد كبير من الصوماليين، ثمة امرأة صومالية مرشحة عن حزب «الاحترام» في دائرة «إيست إنديا ولانسبيري» تُدعى آشا عفي. بسام محفوظ هل سيفوز بسام محفوظ ليصبح أول نائب بريطاني من أصل عربي يحوز على مقعد في البرلمان البريطاني؟ تعتمد الإجابة جزئياً على أصوات عدد كبير من الناخبين اللبنانيين والعرب والمسلمين في دائرة «إيلينغ سنترال وآكتون» في غرب لندن. وقد تكون النتائج في هذه الدائرة متقاربة جداً بين مرشحي الأحزاب الثلاثة الأساسية التي تحظى بدعم متساوٍ فيها. لهذا السبب ينبغي على الناخبين اللبنانيين والعرب والناخبين الآخرين الذين يدعمون محفوظ التحرّك من أجل التوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. عاش بسام في «إيلنغ» 25 سنة. أما والده حافظ محفوظ الذي وُلد في مدينة مرجعيون فيعمل مدير تحرير مجلة «الحوادث». توفيت والدة محفوظ إنعام جرّاء إصابتها بمرض السرطان منذ خمس سنوات مع العلم أنها كانت مدرّسة لغة إنكليزية ولغة عربية وقد فتحت مدرسة «ساترداي سكول» في غرب لندن. أمضى محفوظ السنوات الأولى من عمره في الكويت حيث عمل والده لدى دار الصياد. انتقلت العائلة للعيش في لندن عندما كان في سن الرابعة. هو متزوج ولديه ولد اسمه ألكسندر. اهتم محفوظ بالسياسة في عمر مبكر وقد دفعته رغبته في مساعدة الناس وفي إحداث تغيير إلى الانضمام إلى حزب «العمّال» في سنّ السابعة عشرة. شارك محفوظ في الحملات المحلية وحافظ على اهتمامه بالمسائل الوطنية والدولية. ومنذ ثلاث سنوات، اختاره حزب «العمّال» في إطار مسابقة جمعت 50 متبارياً ليكون مرشحها الرسمي في «إيلنغ سنترال وآكتون». ويعطي ترشحه إلى العرب في بريطانيا أول فرصة حقيقية لانتخاب أول نائب بريطاني من أصل عربي. ولفت محفوظ إلى أن هذا الأمر «قد شجّع عدداً كبيراً من الأشخاص الذين لم ينخرطوا في العملية السياسية على المشاركة فيها»، مضيفاً أن «عدداً كبيراً من الشبان العرب واللبنانيين قد تعرّف إلى حملتي وتشجع على الانخراط فيها». شارك محفوظ بصفته عضو مجلس في «إيلنغ» في الحملات المحلية وكان عضو المجلس في حكومة الظل في ميدان البيئة وتغيّر المناخ والنقل. كما دعم بشدة القضية اللبنانية والقضية العربية وعبّر عن رأيه حول عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006 أمام وزيرة الخارجية السابقة مارغاريت بيكيت. كما أنه عبّر عن معارضته الأعمال الوحشية التي تشهدها فلسطين وعن دعمه أهداف المنظمات المختلفة مثل حملة التضامن الفلسطيني ومجلس التفاهم العربي - البريطاني. وقال محفوظ: «بما أنني من مرجعيون، أفهم جيّداً معنى الاحتلال الإسرائيلي وأعلم أننا نحن الشعب العربي الحرّ والذكي نرفض هذه الأعمال الوحشية». وعاد بذاكرته إلى الوراء بالقول: «خلّف مشهد مجزرة قانا عام 1996 أثراً عميقاً فيّ وحضّني على المشاركة في السياسة حتى أفعل كلّ ما بوسعي من أجل أن أضمن ألا يعيد التاريخ نفسه. لقد انضممت إلى المليون شخص الذين تظاهروا ضد الحرب في العراق». وأضاف محفوظ: «يبدو أن عدداً كبيراً من العرب يحبّون السياسية لا سيما سياسة شرق الأوسط وباتوا يتدخلون عندما يشعرون بتعرّض البعض في هذه المنطقة للظلم... يجب أن نحوّل ذلك إلى مشاركة سياسية حقيقية وبوسعي من موقعي كنائب عربي في «وستمنستر» العمل على تشجيع الانخراط أكثر في النظام السياسي في بريطانيا». يدرك محفوظ أنّ العرب قلقون في شأن مسائل محلية متعددة: «عندما أتحدث معهم عن السياسية، أتطرق إلى المسائل الأساسية التي يعتمد تطبيقها على نتائج الانتخابات المقبلة مثل ضمان انتعاش الاقتصاد وتوفير التعليم الجيّد ونظام صحة وطني عالي الجودة للجميع فضلاً عن معالجة الجرائم من خلال نشر المزيد من رجال الشرطة في الشوارع ناهيك عن السياسات الأخرى المتعلقة بحماية الموازنة المخصصة للمساعدات والكفيلة بتغيير حياة العديد من الأشخاص في مناطق عدّة مثل فلسطين». أما في ما يتعلّق باللبنانيين فيقول محفوظ: «إنّ اللبنانيين معروفون في كل أنحاء العالم بأنهم يملكون أكبر المطاعم وبأنهم رجال أعمال ناجحون وأطباء ماهرون. نحن منخرطون في شكل كبير في المجتمع إلا أنه ينبغي تعزيز مشاركتنا في العملية السياسية. فأنا أودّ أن أغير الأمور وأن أضمن سماع الصوت العربي في البرلمان البريطاني». * صحافية بريطانية