أنهى الجيش الأميركي رسميا اليوم حربه في العراق وأنزل علمه في مراسم حضرها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وستنسحب آخر دفعة من القوات الأميركية وقوامها أربعة آلاف جندي من العراق بحلول نهاية العام الحالي، عقب الحرب التي بدأت بقصف بغداد بالقنابل وانتهت بصراع دموي طائفي وقتل خلالها عشرات آلاف العراقيين ونحو 4500 جندي أميركي. وقال بانيتا خلال الاحتفال الذي أقيم في قاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي إن "أكثر من 130 ألف جندي أميركي كانوا موجودين هنا ومع رحيلهم سنكون أمام حقيقة هي أن العراق مسؤول عن أمنه وسلامته لمستقبله وازدهاره". وذكر أن الأميركيين لن ينسوا أبدا الدروس المستخلصة من الحرب, ولا التضحيات التي قدمها الجنود الأميركيون الذين عملوا في العراق. ووصف بانيتا التزام الجنود بمهمتهم بأنه كان القوة الدافعة لما تحقق من تقدم في العراق، على حد تعبيره. وأضاف أن رجال الجيش والشرطة العراقيين قادرون على مواجهة أي "تهديد إرهابي"، مشيرا إلى أن العراق سيكون مسؤولا في الفترة المقبلة عن أمنه ومستقبله. ويمثل الاحتفال الذي نظم بقاعدة عسكرية بمطار بغداد الدولي والذي تخلله إنزال العلم الأميركي ورفع العلم العراقي، خطوة أخيرة في مسار الانسحاب العسكري الكامل. وشارك في الاحتفال إلى جانب بانيتا، قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن، والسفير الأميركي في العراق جيمس جيفري، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، إضافة إلى حوالى 160 من الجنود الأميركيين. كما حضر الاحتفال من الجانب العراقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق بابكر زيباري والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري. وكان مئات العراقيين تظاهروا في مدينة الفلوجة غرب بغداد أمس ابتهاجا بالانسحاب الأميركي، ومعيدين إلى الأذهان صور المعركتين اللتين خاضتهما الولاياتالمتحدة ضد المسلحين في المدينة عام 2004. وأحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي، ورددوا هتافات منددة بالقوات الأميركية. ويغادر الجنود الأميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين قوات تبدو جاهزة للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا أنها عاجزة عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون. ورغم انخفاض معدلات أعمال العنف بشكل كبير في السنوات الأخيرة فإن العراق لا يزال يشهد أعمال عنف شبه يومية. وفشلت حتى الآن مفاوضات بين الجانبين الأميركي والعراقي لإبقاء عدد من الجنود بهدف القيام بمهمات تدريب، بسبب رفض الحكومة العراقية تمديد الحصانة لهم.