في وقت قياسي استقر جموع حجاج بيت الله الحرام أمس في مشعر منى وسط منظومة من الخدمات والخطط الأمنية بعد أن أدى قرابة 40 في المائة منهم صلاة الجمعة في المسجد الحرام، وقضى ضيوف الرحمن يوم التروية ''أمس'' والمبيت في مشعر منى استعدادا للوقوف صباح اليوم على صعيد عرفة وخصصت المملكة هذا العام أكثر من 63 ألفا من رجال الأمن والإسعاف والدفاع المدني والمرور لتسهيل إجراءات الحجاج لأداء هذه الفريضة، وفي مشهد مهيب توافد حشود الحجاج بملابس الإحرام البيضاء للرجال سيرا على الأقدام وبالحافلات إلى وادي منى، شرق مكةالمكرمة. وعلى وقع دعاء التلبية ''لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك'' يمضي الحجيج يومهم في الصلاة والدعاء والاستغفار. ووفقا لجريدة الاقتصادية ينتشر أكثر من 17 ألف رجل مرور مزودين بنحو 2400 سيارة وآلية لتنظيم حركة الحافلات، والتأكد من توجه كل حافلة حسب الرقم الذي تحمله إلى المكان المخصص لحجاجها للإقامة في خيامهم، حيث تم تخصيص مناطق خيام محددة لحجاج كل دولة بغية ضمان السيطرة على الازدحام وعدم حدوث فوضى. ووضعت قوات أمن الحج منذ وقت مبكر خطة سير خاصة للتصعيد إلى منى اعتمدت على نشر أفراد قواتها بالطرق والميادين؛ لتنظيم حركة السير، وإفساح المجال أمام حافلات نقل الحجاج للوقوف أمام المباني لنقل الحجيج بشكل منظم، فيما خصصت وزارة الصحة سيارات الإسعاف الصغيرة المجهزة بالمعدات الطبية الحديثة للتنفس الصناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي على الطرق التي يسلكها الحجاج. وفي فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة تنطلق مواكب الرحمن في يوم الحج الأكبر يوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس، حيث يجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى تتوحد قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله- تعالى- رافعين أياديهم بالتضرع إلى الله، طلبا للمغفرة والرحمة, فيصلون الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة خير البشر محمد- عليه الصلاة والسلام- ويستمع جموع الحجاج إلى خطبة يوم عرفة، التى يلقيها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. ويقف قرابة 12 ألف رجل أمن بجوار جبل الرحمة لتسهيل وقوف حجاج بيت الله الحرام في يوم الحج الأكبر مشكلين حزاما أمنيا لمنع تدافع وسقوط الحجاج، بينما ينتشر أفراد البحث الجنائي في مشعر عرفات لحفظ أمن الحجاج، ويركز مركز القيادة والسيطرة في توجيه الكاميرات لمواقع الحدث، من خلال تتبع النسك ابتداءً من مشعر منى في يوم التروية، ومن ثم التصعيد إلى عرفات، والمبيت في مزدلفة، ومن ثم العودة إلى منى مرة أخرى، حيث سخرت جميع الكاميرات على مسارح الأحداث.