أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، أن المحكمة لديها معلومات تفيد بأن مجموعات من المسلحين المرتزقة تحاول مساعدة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، على الفرار من ليبيا. وقال أوكامبو، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، إن مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية يحشد الجهود لضمان مثول سيف الإسلام القذافي، وعبد الله السنوسي أمام العدالة، للاشتباه في مسؤوليتهما عن ارتكاب انتهاكات في ليبيا خلال الأشهر الماضية. وأضاف: "تلقينا تساؤلات من أفراد لهم علاقة بسيف الإسلام القذافي حول الظروف القانونية المترتبة على احتمال استسلامه للمحكمة، وما الذي سيحدث له إذا مثل أمام القضاة، وإذا كانت هناك احتمالات لإعادته إلى ليبيا، وما الذي سيحدث إذا ما تمت إدانته أو تبرئته." وأشار أوكامبو إلى أن مكتبه أوضح أنه من الممكن أن يطلب سيف الإسلام من قضاة المحكمة الدولية عدم إصدار أمر بإعادته إلى ليبيا، بعد إدانته أو إثبات براءته، وذكر أنه يمكن أن يتم نقله إلى دولة أخرى توافق على استقباله، أو أن يقرر القضاة تسليمه إلى بلد آخر. وفيما يتعلق بجرائم اغتصاب منسوبة إلى نظام القذافي، ذكر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أنه جمع بعض الأدلة التي أفادت بأن القادة العسكريين أصدروا أوامر بارتكاب جرائم اغتصاب في منطقة الجبال الغربية. ولفت إلى أن مكتبه يجري مقابلات مع شهود محتملين أشاروا إلى أن معمر القذافي والسنوسي وغيرهما من كبار المسؤولين، كانوا يبحثون استخدام الاغتصاب لمعاقبة من يعتبرونهم معارضين. من جهته, أعلن محمد العلاقي وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة أن سيف الإسلام القذافي لن يفلت من العدالة، وأنه يجب ان يمثل امام القضاء الليبي بتهم القتل والفساد وأشياء كثيرة قبل أن تتم محاكمته في أية محكمة دولية. وقال العلاقي إنه لا يريد أن يلقى سيف الإسلام مصيرا مشابها لوالده العقيد معمر القذافي، لكنه استدرك ان "أي شيء قد يحدث إذا اندلعت معركة عند العثور على سيف الإسلام". وأوضح أنه إذا تعرض لإطلاق النار أو تبادل لإطلاق النيران على سبيل المثال فإن أحداً لا يضمن نجاته . ولكن إذا اعتقل فمن المعتقد أنه سيكون في مأمن . وقال الوزير انه يريد ان تتم محاكمة سبف الإسلام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كي يرى العالم بأكمله ما ارتكبه من الجرائم. وكان أحد كبار أعضاء الحكومة الإئتلافية المدنية الجديدة في النيجر غابي ساليسو قد أكد أنه سيتم تسليم سيف الإسلام القذافي الى المحكمة الجنائية الدولية إذا وصل الى النيجر. وقال أنه "إذا أجرت المحكمة الجنائية الدولية محادثات مع سيف الاسلام، فإن الاستسلام سيكون أفضل خيار لسيف الإسلام، وذلك بدلا من أن يطارده ليبيون ويلقون القبض عليه وسيكون مصيره في هذه الحالة هو القتل مثلما فعلوا مع والده وشقيقه". وقال ساليسو إن "النيجر لا تعرف مكان اختباء سيف الإسلام القذافي، ولكن إذا وصل إلى النيجر فإن حكومتها ستبحث أفضل السبل لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية". وأشار ساليسو إلى أن النيجر دولة موقعة على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ولذلك فإنها ملتزمة باحترام التزاماتها، ولكنها ستفعل ذلك في الوقت الذي تحمي فيه أرواح كل من يقيمون على أرض النيجر.