أطلق شبان وشاباتٌ سعوديون عدداً لا يحصى من عبارات الرثاء والثناء في أحد أبرز المبتكرين في عالم التكنولوجيا مؤسس شركة آبل الأميركي ستيف جوبز بعد إعلان رحيله أول من أمس عن عمر 56 عاماً، مشاركين في تشييعه «إلكترونياً» عبر مختلف الشبكات الاجتماعية. وقدموا الشكر إلى «صاحب الأفكار العظيمة التي أحدثت تغييراً كبيراً في عالم الاتصالات»، وجعلتهم يصلون إلى حد «الإدمان» على منتجات الشركة العملاقة بعلامتها الشهيرة «تفاحة»، إذ تناقلوا عبر أجهزتها المختلفة خبر وفاته، بعد أن ترك الخبر حزناً كبيراً في قلوب الملايين من عشّاق العالم الرقمي. الشعبية الجارفة لستيف جوبز حول العالم، دعت السعوديين عبر الإنترنت، إلى استرجاع قصة نجاح وكفاح الرجل الذي رحل جراء إصابته بسرطان البنكرياس، وكيف بدأ حياته وحقق نجاحاته، حينما واجه عشرات التحديات التي كانت يمكن أن تعرقل طموحات أي شاب، غير أنه منذ أن بدأ في شركة إلكترونية صغيرة كمتدرب مبتدئ قبل 40 عاماً، وهو يقدم أفكاراً متطورة. وكان يتمتع جوبز بموهبة قادته إلى اختراعات لا حصر لها غيّرت العالم من حوله، كأجهزة «الأيبود» و«الأيفون» و«الأيباد» و«الماك»، ووصفوه ب«الشريك في التنمية المستدامة العالمية»، خصوصاً أن ابتكاراته باتت عاملاً رئيسياً في تسهيل حياة البشر، وسبباً في إلغاء الحواجز الجغرافية وجمع العالم في قالب واحد، «ما أسهم في تقليص الفجوة الثقافية بين الحضارات». تقول منال السيف في حسابها على تويتر عن جوبز: «زلزل العالم بإتيانه منتجات أبل إلى العالم، حتى بلغ الزلزال العرب وأدمنوا أعماله»، فيما أشار الإعلامي عبدالله المديفر إلى أنه «غادر الحياة بعد أن أنشأ قبيلة الآيفونيين»، فيما تساءل محمد الخليوي: «كم ستيف ظهر بيننا وموجود الآن لدينا ولا يستطيعون عمل شيء، لماذا؟». وووفقا لتقرير نشرته جريدة الحياة اللندنية يذكر فهد يوسف أن معظم التغريدات صباح أمس لها علاقة بوفاة جوبز، ما يدل على عظم الأثر الذي تركه ذلك الرجل، فيما انشغل بعض الدعاة على موقع «تويتر» بشرح عقيدة الولاء والبراء بعد أن شاهدوا الإقبال الملفت للشبان والشابات على تقديم التعازي والدعاء له بالرحمة. كثير من السعوديين باتوا يعشقون زحلقة أصابعهم على تلك الزجاجات اللمّاعة لأجهزة آبل. يقول الشاب عبدالرحمن (29 عاماً): «أدرس الآن الماجستير في أحد مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، وأنظر لجوبز كملهم لي في دراستي، وأطمح أن أقدم للعالم يوماً شيئاً يشبه جنونه»، مستعيداً إحدى مقولاته، «السبيل الوحيد للقيام بشيء عظيم هو أن تحب ما تفعله». ويصف كثيرون جوبز الذي ولد في شباط (فبراير) 1955، بأنه «العقل المدبر» لإبداعات شركة آبل، التي رحل عنها بعد أن بلغت القيمة السوقية لها 346 مليار دولار، وأصبحت الشركة أغلى شركة في العالم.