تجددت المواجهات بين قوات الأمن البحرينية وآلاف المحتجين بعد ظهر الجمعة، في أعقاب تشييع جنازة شاب، تضاربت التقارير بشأن سبب وفاته، حيث تقول المعارضة إنه لقي حتفه خلال مصادمات مع الأمن، بينما تؤكد السلطات الحكومية أن وفاته ناجمة عن ظروف مرضية. وفيما ذكرت المعارضة، التي تقودها جماعات شيعية، أن الشاب، الذي اعتبرته "الشهيد" 40 خلال "الانتفاضة" التي تشهدها المملكة الخليجية منذ مطلع العام الجاري، سقط نتيجة إصابته بالاختناق بعد مهاجمة قوات الأمن منزله بقنابل الغاز المسيل للدموع، خلصت النيابة الكلية إلى أنه توفي جراء معاناته من مرض "السكلر." وقال رئيس النيابة الكلية، نايف يوسف، إن النيابة بادرت بالتحقيق في المعلومات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت عن وفاة مواطن في مستشفى "السلمانية" الأربعاء الماضي، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأضاف، في بيان أوردته وكالة الأنباء البحرينية الجمعة، أن أحد أعضاء النيابة انتقل إلى المستشفى وبرفقته الطبيب الشرعي، وتم مناظرة وفحص جثة المتوفي، ولم يثبت وجود أية إصابات بها، كما تم الإطلاع على الأوراق الطبية والعلاجية الخاصة به، والتي أكدت جميعها وفاته بمرض السكلر. كما خلص تقرير الطب الشرعي، بحسب البيان، إلى أن الوفاة نشأت عن معاناة المتوفي من حالة متلازمة حادة في الصدر نتيجة مرض السكلر، كما انتهي تقرير الأدلة المادية بالنيابة العامة إلى أنه قد ثبت من فحص عينة الدماء المأخوذة من المتوفي خلوها تماماً من آثار للغازات المسيلة للدموع. وأضاف أن شقيق المتوفى تقدم فيما بعد ببلاغ إلى مركز الشرطة، ادعى فيه تعرض شقيقه إلى الغاز المسيل للدموع، أثناء وجوده بمسكنه يوم 10/9/2011، ولم يبادر أهله بنقله إلى المستشفى للعلاج، وأبقوه في المنزل إلى أن ساءت حالته، فنقلوه إلى المستشفى بتاريخ 13/9/2011، حيث اتخذت حياله الإجراءات الطبية اللازمة غير أنه فارق الحياة. وكان أحد أقارب المتوفي قد ذكر لCNN بالعربية في وقت سابق، إن الشاب "كان في منزله قبل ثلاثة أيام، عندما أمطرته قوات الأمن بعدد من مسيلات الدموع، بعد تظاهرات عمت المنطقة قرب منزله"، فيما جاء في بيان لجمعية "الوفاق"، أن "الشاب استشهد إثر استنشاقه كمية كبيرة من الغازات الخانقة، التي ألقيت في بيت والده مساء 10 سبتمبر/ أيلول 2011." وتابعت كبرى جماعات المعارضة، في بيانها، أن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع على المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب سيد جواد أحمد هاشم مرهون، فيما كانت تجري تظاهرة مناهضة للحكومة، في المنطقة، وأشارت أن حالته الصحية "تدهورت بعد ذلك، وجرى نقله إلى غرفة الإنعاش في المستشفى، حيث فارق الحياة." أما قريب القتيل، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، فذكر أن "الفقيد خاف من الذهاب إلى المستشفى، مما أدى إلى تردي حالته الصحية، أدت إلى وفاته." وكانت وزارة الداخلية قد نفت أن تكون وفاة الشاب ناتجة عن استنشاق غاز مسيل للدموع، فيما ذكرت وزارة الصحة، في بيان أوردته وسائل الإعلام الرسمية، أنه توفي نتيجة إصابته بمرض "السكلر"، المعروف أيضاً باسم "فقر الدم المنجلي"، والذي ينتشر بين أهالي منطقة "سترة." وفيما انتقد رئيس "التجمع العلمائي" في البحرين، الشيخ عيسى قاسم، في خطبة الجمعة، ما وصفه ب"تجاوزات الحكومة وقمعها وعدم عدالتها"، جددت جماعات المعارضة، بقيادة جمعية "الوفاق"، عزمها العودة للاحتجاج في "دوار اللؤلؤة"، في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، بعد فضه من قبل قوات الأمن في 16 مارس/ آذار الماضي. وكانت وزارة الداخلية أوقفت عدد من ضباطها للتحقيق معهم في تهم ارتكابهم تعذيب لعدد من الموقوفين، لاقى احتجاج واسع من قبل جمعية التجمع الوطني واستحسان من جمعيات حقوق الإنسان في البحرين، فيما تنظم المعارضة الشيعية تظاهرات ليلية منتظمة تطالب بإصلاحات سياسية. ومن المقرر أن تصدر اللجنة الملكية لتقصي الحقائق تقريرها نهاية الشهر الجاري، والذي على ضوءه يتم اتخاذ إجراءات إصلاحية وعقابية تبعاً لتوصياته.