تواجه وزارة الصحة البحرينية ضغوطا متزايدة بعد تسجيل ثلاث حالات وفاة لمرضى فقر الدم المنجلي (سكلر) خلال أقل من عشرة أيام؛ ليرتفع عدد الوفيات بسبب هذا المرض منذ بداية العام الجاري إلى 16 حالة. وهدّد أحد النواب البرلمانيين باستجواب وزير الصحة مرة أخرى بعد استجواب نفذ قبل أسابيع. ودعا النائب محمد المزعل عضو كتلة الوفاق المعارضة وزارة الصحة إلى الاعتراف “بالأخطاء والإخفاقات في مجال الخدمة الصحية”. وكانت قد سجلت الاثنين الماضي وفاة امرأة (39 عاما) بسبب مضاعفات مرض السكلر، قبل أن تسجل وفاة مريم علي عبدالله (في بداية الخمسينيات) وهي أم لأربعة أولاد. وتواجدت “شمس” في عزاء (مريم) التي شكل وفاتها صدمة كبيرة لأقربائها. وانهار أبناء المتوفاة خلال مراسم العزاء ورفضوا الحديث. وقبل أن يهدأ (غبار) دفن المتوفين، أعلنت وفاة جعفر محمد علي الكيس (28 عاما) الجمعة الماضية بعد ساعات قليلة من زيارته للمستشفى. وراجع الشاب دائرة الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج، وسمح له بالمغادرة والعودة إلى منزله وتوفي فيه. ويبلغ عدد المصابين بالمرض في البحرين 18 ألف شخص، مقابل نحو 65 ألف شخص يحملون المرض. ويعتبر السكلر مرضا وراثيا غير معد، يتأثر به هيموجلوبين (s) الذي يتشكّل داخل كريات الدم الحمراء، بنقص الأوكسجين؛ ما يحول خلية كريات الدم الحمراء من الشكل الكروي إلى الشكل المنجلي. ويمنع الهيموجلوبين، الذي يأخذ شكل المنجل، مرور الدم إلى العضو؛ ما يسبب موته، كما يؤدي إلى تقليل عمر كريات الدم الحمراء أو يقضي عليها. واتهمت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر وزارة الصحة بالتسبب في تزايد سقوط ضحايا السكلر. وقالت الجمعية في بيان لها: “لا نرى على أرض الواقع سوى الإهمال والموت الذي يقطف مرضى السكلر في ريعان الشباب، فإن لم يمت المريض بسبب خطأ طبي مات بسبب التأخر في توفير العلاج له، أو بسبب التأخر في الحصول على سرير شاغر”.