قالت مستشارة أمن المعلومات في شركة أرامكو السعودية منال الشريف إن قيادتها لسيارتها وتصويرها لنفسها وهي تقود لم تكن "قصة"، غير أن الزخم الإعلامي الذي صاحب الحدث هو ما جعل من الموضوع قصةً كبيرة، كما أكدت أن قيادتها للسيارة جاءت ضمن مبادرة نشطت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الفكرة جاءت بعد دراسة لتصريحات المسؤولين السعوديين محصلتها أنهم لا يعارضون قيادة المرأة للسيارة بل يعتبرونها "قضية اجتماعية". جاء ذلك في مقابلة لها مع برنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل على قناة "العربية"،والذي بث اليوم الأحد. وأشارت الشريف إلى أن نظام المرور الحالي لا يوجد فيه ما يمنع المرأة من قيادة السيارة، وأنها ومن معها من الناشطات قد اتخذن من 17 يونيو موعداً لقيادة السيارة، وكان تاريخاً "افتراضياً" والهدف من تحديده تسليط الضوء على موضوع القيادة، موضحة أن المبادرة كانت تدعو النساء اللواتي لديهنّ "رخصة دولية" بأن يقدن سياراتهن، لأن السعودية لا تمنح الرخص للنساء. نصف الراتب للسائق وقالت الشريف إن الشيخ محمد بن جبير نفى أن تكون فتوى التحريم الصادرة بتحريم قيادة المرأة للسيارة قد صدرت عن هيئة كبار العلماء، وإنما كانت فتوى عالمٍ واحد جاءت ردة فعل على مظاهرة 1990 الشهيرة. وأشارت الشريف إلى أن السعودية خلال العشرين سنة الماضية وصلت إلى مفهوم الدولة المدنية، وأن الدولة المدنية لا يمكن أن يبقى نصف سكانها في حالة عطالة بسبب المنع من القيادة. ولم تر الشريف في المطالبة بقيادة المرأة للسيارة ترفاً، متحدثة عن نماذج لفتيات ونساء انتهت حياتهن المهنية أو العلمية بسبب عدم وجود من يذهب بهنّ إلى المدارس أو الوظائف، مشيرةً إلى أن "السائق" يأخذ أحياناً نصف راتب الموظفة فقط لأنه يوصلها إلى مكتبها. ولدى سؤال الدخيل لها عن وجود جهاتٍ دعمتها أثناء قيادتها لسيارتها في 21 مايو نفت الشريف وجود أي "تدخل أجنبي"، وأن الذين دعموا المبادرة هم رجال ونساء سعوديون، نافيةً أن يكون إيقافها من الجهات الأمنية قد عطّل المبادرة أو شلها. دراما الصحافة وفي سياق حديثها عن قصة إيقافها من قبل الأجهزة الأمنية، قالت إن الصحف خرجت بعناوين عريضة فيها الكثير من الإثارة، وأن "الدراما" التي كتبتها الصحف عن حادثة القبض عليها لم تكن موجودة على أرض الواقع، وأن بعض الصحف ألقت عليها التهم جزافا، مع أنها لم تتهم رسمياً بأي تهمة وأن الملف الآن صار مغلقاً. وذكرت الشريف في حديثها ل"إضاءات" أنها عوملت من قبل الجهات الأمنية باحترام وإنسانية، ونفت أن تكون قد "انهارت" كما ذكرت إحدى الصحف السعودية، معبرة عن صدمتها من أن تكون جريدة سعودية كبيرة هي التي وضعت هذه الكذبة عليها. وحول الإجراءات التي أخذت عليها قبل الخروج من التوقيف قالت منال الشريف: "وقّعت على تعهد ينصّ على عدم قيادتي للسيارة على الأراضي السعودية". مضيفةً أنها لا تزال تقود سيارتها إلى اليوم في "أرامكو" في السعودية. ولدى إجابتها عن التيار الذي تنتمي إليه قالت إنها لا تنتمي لأي تيارٍ من التيارات، وأنها مجرد امرأة وأم سعودية تريد أن تحيا وتعيش بكرامتها.