يقولون عنها أخت الرجال، ويسمّيها والدها معمّر بالريحانة، وهو لذلك لا يعترف باسم أنثوي آخر ما عدا عائشة، اسم والدته أولا ثم ابنته من الزواج الثاني، لذا كان ينادي جميع حارساته السمراوات من بنات حواء، بعائشة 1، عائشة 2، عائشة 3، حين ترددت أنباء عن فرارها مع بداية ثورة 17 فيري نحو وجهة أخرى، غير الوطن الذي ملكته عائلتها لمدة أربعين عاما ونيف، خرجت بوشاح أخضر، وماكياج فاقع، لتقول وهي تقف عند المجسم المخلّد لأثر الضربة الأمريكية في الثمانينات، وبجوارها حارس شخصي من المقربين: "أنا هنا بين الليبيين، ولن أتخلى عن الوالد والقائد، لأننا لا نملك غيره" فكانت تلك إشارة أو أمرا غير مباشر لتنبعث أصوات الموالين، وتصدح خناجرهم المختطفة، :"الله، معمر وليبيا وبس"! عائشة القذافي، المحامية ذات 35 عاما، عاشت لسنوات رفقة زوجها الضابط أحمد القذافي، في قصر سمته الفرعوني، تفاجأ الثوار حين داهموه في الأيام الفارطة، بما لا عين رأت ولا خطر على قلب مواطن ليبي فقير.. عائشة، أو كلوديا شيفر الجماهيرية، قالت في ظهورها الأول على التلفزيون: "لقد تفاجأت من خبر اختفائي الذي روّجته بعض القنوات العميلة والرخيصة، وبحكم أنني لا أتابعها وأكتفي بتلفزيون بلدي الجماهيرية، فقد تلقيت العديد من الاتصالات عبر الهاتف، من أصدقاء في مختلف بقاع العالم، تسأل عن أحوالي وقصة فراري".. عائشة كانت تريد القول إن علاقاتها الدولية لم تتأثر أبدا باستبداد والدها، رغم أنها نسجت الكثير منها، بحكم ذلك المنصب، وتحت تأثير قوة تلك السلطة، هذه الأخيرة التي جعلت منها سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأممالمتحدة، قبل سحب هذا "الشرف" منها، حينها علقت وقالت على الطريقة القذافية الخالدة "طز في المنصب، فأنا من أضفت له وليس هو الذي أضاف لي"! بحسب تقرير نشرته الشروق الجزائرية. عائشة التي يقال إنها كانت تحلم بخلافة والدها على رأس الجماهيرية، فقدت وليدها الصغير في العملية التي نفذتها طائرات الناتو قبل فترة، وراح ضحيتها أيضا شقيقها سيف العرب القادم من مدينة ميونخ الألمانية قبل اندلاع الثورة، شعرت بحزن عميق، حسبما تناقلته الفضائيات الليبية، لكنها في الوقت ذاته، صمدت وصبرت واحتسبت موتاها عند الله من الشهداء، مثلما هو الخطاب الرسمي الملتزم دينيا خلال الأيام الأخيرة للقذافي. منذ ذلك اليوم اختفت عائشة، وانضمت إلى القلعة السرية لوالدتها صفية، بل وقيل إن كلتيهما ومعهما نساء في العائلة، انسحبن قبل تغلغل الثوار إلى المناطق القريبة من العاصمة، وتحدثت مصادر عن تونس والجزائر، وبلدان أخرى، لكن عائشة، أو مثلما وصفها كتاب عن حياتها الشخصية بأميرة السلام، ظلت تنفي الهروب من ليبيا، وخرجت، أمس، الأول بشريط صوتي جديد على طريقة والدها لتدعو الليبيين لتطهير طرابلس من "أعوان الاحتلال الصليبي" هؤلاء الذين قضوا على زعامة والدها وثوريته المجيدة، ونسفوا حلمها النائم، بالوصول إلى السلطة في يوم من الأيام!