ساهمت الحرب على ليبيا في تشريد عائلة القذافي الحاكمة لأزيد من 40 عاما، وأيّ عائلة؟ فقد حكمت البلاد بيد من حديد، وفرضت قانونها الشخصي، كما احتفظت بأسرارها حتى اللحظات الأخيرة، وبسطت نفوذ أفرادها فكانت "كل شيء" في ليبيا، بل كانت ليبيا نفسها على مدار أربعة عقود وأكثر. معمر القذافي: عنون البعض رحيله المدوي على يد ثائر عمره 18 سنة، أنه "سقوط في مسقط الرأس"، حيث كانت سرت هي المبتدأ والمنتهى، فيما حاول الثوار الذين اغتالوه بإشراف مباشر من الناتو، القول إنهم وجدوه في أنبوب لمجاري المياه، مختبئا مثل الجرذ، وهو الذي أمعن في وصفهم بالجرذان لسنوات، علما أن طريقة قتل القذافي على يد كتائب الثورة، لم تظهر تفاصيلها بعد، لكن الأكيد أنه كان إعداما بدم بارد، بعد شهرين فقط من سقوط عاصمته طرابلس وحصنه المنيع في باب العزيزية. سيف الإسلام: 39 سنة، تحدثت مصادر عن مقتله بقصف من طائرات الناتو، وهو يحاول الفرار من سرت نحو بني وليد، لكن المصادر ذاتها عادت لتعلن اعتقاله مصابا، ليثبت سيف الإسلام أنه سيّد الغموض والالتباس في معارك ليبيا، فهو احتفظ بجميع أسراره حتى اللحظة الأخيرة، علما أنه كان المرشح لخلافة والده على السلطة في إطار مشروع التوريث، وقد برع في سنوات حكمه الأخيرة، في مجالي الإعلام والعلاقات العامة من خلال مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية التي كان يرأسها، ومجموعة من القنوات الفضائية التي أدارها من وراء ستار. المعتصم: الابن الخامس، 34 سنة، فضّل وهو الذي عاش حياة البذخ والرفاهية، أن يموت مع والده، مثلما ظلّ مقرّبا منه في منصب مستشار الأمن القومي، أو وزيرا للداخلية طيلة سنوات. يُرجّح أنه كان في الموكب الذي حاول الفرار من سرت نحو بني وليد قبل قصفه من طرف طائرات الناتو، علما أن الطبيب الشرعي الذي فحص جثته تحدث عن بشاعة في تصفيته، أو مقاومة شديدة قبل مقتله، حيث أصيب برصاصات في الصدر والظهر وكسر في الأطراف، ناهيك عن طلقة من سلاح ثقيل في مقدمة جسمه، وهي التي أخفاها الثوار حين إبراز صورته ملتحيا بعد قتله. خميس: 28 سنة، قائد الكتائب الخاصة لوالده، ورأس الحربة في مواجهة الثوار والناتو، رفقة مدير المخابرات عبد الله السنوسي، علما أن وسائل الإعلام والتقارير قتلته أكثر من مرة ثم ظهر بعدها حيا، لكن الأكيد أن خميس لقي حتفه في قصف لطائرات الناتو خلال فراره من طرابلس بعد سقوطها في 29 أوت الماضي. الساعدي: 38 سنة، رجل أعمال، قائد كتيبة عسكرية، ولاعب كرة القدم بل قائد المنتخب الليبي لسنوات، بسبب نفوذ والده، تحول في زمن الحرب إلى سلفي ملتزم، تحدث البعض عن تفاوضه لتسليم نفسه عند سقوط طرابلس، ثم فراره بطريقة غريبة من قبضة الثوار الذين كان على اتصال مباشر بهم، وفي مقدمتهم رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج، علما أن الساعدي اختار فيما بعد الهروب نحو النيجر التي رفضت حكومتها تسليمه. عائشة القذافي، محمد، حنبعل والأمّ صفية ..نزحوا إلى الحدود الجزائرية بعد سقوط طرابلس، ويقال بأن العقيد الليبي هو من أوصلهم بنفسه، علما أن عائشة خلال الفرار كانت على وشك وضع ابنتها صفية، ثم أسمتها صفية على اسم والدتها التي لجأت للجزائر، ووافقت حكومة هذه الأخيرة على استضافة العائلة لأسباب إنسانية، في الوقت الذي ما يزال فيه البعض يطالب بتسليمهم من أجل المحاكمة، علما أن الطريقة التي تم التعامل بها مع القذافي وولديه وأركان نظامه، ستقوّي موقف الجزائر بصعوبة تسليم هؤلاء للثوار خوفا من الانتقام وعدم توفير محاكمة عادلة لهم. سيف العرب: 29 سنة، الابن السادس للقذافي من زوجته صفية، عاش لسنوات، حياة البذخ في مدينة ميونخ الألمانية، وكان قليل الظهور إعلاميا، يقال بأنه لقي حتفه في غارة للناتو على منزل القذافي بتاريخ 30 أفريل الفارط، وهي الغارة التي نجا منها والده بأعجوبة، لكن سيف العرب توفي رفقة 3 من أحفاد القذافي. هناء وميلاد: ابنا القذافي بالتبني، الأولى تحدث العقيد عن مقتلها في قصف أمريكي على بيته في 86، قبل أن يتأكد الثوار من وجودها على قيد الحياة في طرابلس، والثاني، لا يعرف عنه الكثير، لكن القذافي كان يقول بأنه سبب نجاته من القصف الأمريكي ذاته.