تحدثت الحكومة الأميركية عن 29 ألف طفل قضوا في الصومال بسبب الجوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في وقت أعلنت فيه الأممالمتحدة ثلاث مناطق صومالية جديدة مناطق منكوبة بالكارثة التي تهدد 12.4 مليون إنسان في القرن الأفريقي ثلثهم في هذا البلد، وسط قلق أممي وأميركي من ضعف تمويل عمليات الإغاثة. وقالت نانسي ليندبورغ من الوكالة الأميركية للمساعدة في التنمية خلال جلسة استماع في الكونغرس إن 29 ألف طفل دون سن الخامسة قضوا في جنوب الصومال خلال تسعين يوما، في أزمةٍ وصفها السيناتور الديمقراطي كونز بالأسوأ في عقدين. وتأتي الأرقام الأميركية في وقت أعلنت فيه الأممالمتحدة ثلاث مناطق صومالية جديدة مناطق منكوبة، ولم تستبعد استفحال المجاعة. وقالت رئيسة وحدة التحليل في قسم الأمن الغذائي بالأممالمتحدة غرين مولوني إن المجاعة تفشت أيضا في مناطق أفغوي وفي منطقة يحتشد فيها النازحون في مقديشو, وفي بلعد وأدالي بولاية شبيلي الوسطى. وقالت إن الوضع يبعث على التشاؤم، "فالحصاد القادم سيكون متدنيا جدا.. والذي يليه سيكون في يناير/كانون الثاني" المقبل. وكانت منسقة مديرة العمليات الإنسانية الأممية فاليري أموس قد حذرت من امتداد المجاعة إلى ست مناطق في جنوب الصومال. نازحون وقتلت المجاعة عشرات الآلاف حتى الآن، واضطرت 1.5 مليون صومالي إلى النزوح داخل بلادهم و800 ألفا إلى بلدان مجاورة مهددة بعض مناطقها بالجوع هي أيضا. وتحتضن كينيا وحدها 400 ألف لاجئ صومالي في مخيم داداب، حيث حذرت الأممالمتحدة من ارتفاع مفزع في معدل وفيات الأطفال. وقالت المنظمة الأممية إن معدل وفيات الأطفال دون الخامسة ارتفع من 1.2 لكل ألف إلى 1.8، وهي أرقام لا تتعلق إلا بمن توفوا داخل المرافق الصحية، مما يعني أن هناك على الأرجح وفيات أخرى لم توثق. ورغم وجود مؤشرات على أن المجاعة قد تتجاوز في حجمها حجم تلك التي ضربت إثيوبيا عام 1984 وقضى بسببها مليون شخص، فإن المجتمع الدولي يتأخر في التحرك خلافا للتضامن الدولي الذي سجل قبل نحو ثلاثين عاما، كما يوضحه إرجاءُ اجتماع في أديس أبابا كان يفترض أن يبحث الأزمة. أزمة التمويل وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب مؤخرا 1.8 مليار دولار لتمويل الإغاثة، وهو مبلغ لم يُتعهد حتى الآن إلا بنصفه كما قال السيناتور الديمقراطي كريس كونز. وحمّلت الولاياتالمتحدة –التي تعهدت بدفع ربع المبلغ الذي طلبته الأممالمتحدة- حركة الشباب المجاهدين الصومالية مسؤولية تأزيم المجاعة، لكن التنظيم ينفي التهم ويقول إن إعلان المجاعة في الصومال –وهو بلد يسيطر على أغلب مناطقه- تحركه دوافع سياسية. وقررت الولاياتالمتحدة قبل أيام السماح بتمويل منظمات دولية أبدت استعدادا لتقديم مساعدات للمتضررين في مناطق تخضع لسيطرة الشباب، على الرغم من أن الجماعة مصنفة أميركيا في خانة الإرهاب.