أكثر من ثلاث سنوات مرت على تحول قناة «روتانا خليجية» من قناة غنائية تقدم المحتوى الغنائي الصرف، إلى قناة عائلية شاملة تتنوع عروضها بين المسلسلات والبرامج، من خلالها تحاول القناة في كل موسم رمضاني توطيد علاقتها بالمشاهد السعودي لكن اللافت هذا العام هو الحسابات المختلفة للقناة من حيث الإصرار على المنافسة القوية بهدف اقتسام كعكة المشاهدين والمعلنين على حد سواء، وربما يظهر ذلك جلياً على هيكلة القناة البرامجية والتي أعلنت قبل أكثر من شهر. المنافسة الجادة تأتي كأهم الأهداف في نظر مدير قنوات روتانا التلفزيونية ونائب رئيس قطاع التلفزيون في المجموعة تركي الشبانة إذ يقول: «منذ العام الأول لتحولنا إلى قناة شاملة لم تغب فكرة المنافسة عنا، إلا أننا كنا ولا نزال نتطلع لكسب رضا المشاهد السعودي بالدرجة الأولى، فنوافر له كل عام المحتوى الذي يتطلع إليه وهو في النهاية من يختار، كما نحرص على الظفر بالأعمال الحصرية التي تخلق تميزنا»، ودفعت القناة هذا العام بعدد كبير من المسلسلات خلال شهر رمضان، و كما شهد دخولها على خط الكوميديا المحلية للمرة الأولى بعرض مسلسل «ملف علاقي» الذي تنتجه مؤسسة جديرة للإنتاج الفني ويقوم ببطولته الفنان المخضرم محمد الطويان إلى جانب تركي اليوسف وماجد مطرب، غير أن الثقل الفني يبدو واضحاً عبر ثالوث المسلسلات «الحسن والحسين» و«توق» و«هوامير الصحراء»، إذ يؤكد الشبانة أنهم ماضون في عرض مسلسل «الحسن والحسين» رغم كل ما يثار حوله من جدل ويضيف: «تم التحضير للمسلسل منذ أكثر من 3 سنوات، كما أن قصته والسيناريو والحوار تمت إجازته من أكثر من 23 عالماً من مراجع العلماء السنة والشيعة على حد سواء، وهو عمل يتضمن رسالة عظيمة في نبذ العنف، والحث على التسامح وتغييب الفتنة ومحاولة إعادة قراءة التاريخ من منظور واع». كما لفت الشبانة إلى أن مسلسل «توق» المأخوذ عن رواية الأمير بدر بن عبدالمحسن، تطلّب هو الآخر ما يزيد على خمس سنوات لإقناع الأمير بدربن عبدالمحسن بجدوى تحويله إلى عمل تلفزيوني، وهو ما تحقق أخيراً. وشدد الشبانة على ثقته الكبيرة بنجاحه نظراً لوجود المخرج المتمكن التونسي شوقي الماجري إلى جوار فنانين لهم تجربه كبيرة في مثل هذا النوع من المسلسلات مثل غسان مسعود وعبدالمحسن النمر وبقية الطاقم الفني، ونفى الشبانة أن تكون المجاملة قد فرضت استمرار مسلسل «هوامير الصحراء» في جزء ثالث، مؤكداً أن موضوع المسلسل «حيوي» ويستحق أن يعرض على أجزاء، مضيفاً: «لا يمكن أن نجامل على حساب المشاهد مطلقاً، المسلسل مشاهد من الجمهور، وموضوعه الحيوي والمهم يفرض علينا استمراره بغض النظر عن هوية منتجه أو أبطاله». وأوضح الشبانة بحسب ما أوردته الحياة اللندنية أن أعمالاً مثل «الحسن والحسين» و«توق» و«هوامير الصحراء» هي من فئة الأعمال التي تتم صناعتها بعد دراستها بشكل معمق، بينما يتم شراء أعمال جاهزة أخرى كما يحدث مع مسلسل «ملف علاقي» وما حدث العام الماضي مع مسلسل «أسمهان»، ورفض مدير قنوات روتانا التلفزيونية تحديد وقت معين لعرض الأعمال، نافياً أن يكون ذلك مناورة كما يحدث من بعض القنوات. وأضاف: «هي ليست سراً، سنعلنها حتماً، لا يمكننا أن نعرض عملاً تاريخياً ثقيلاً في فترة ما بعد المغرب، وكذلك الأعمال الكوميدية لا نستطيع أن نجدولها للعرض منتصف الليل، سنضع الحالة التي يكون عليها المشاهد في الاعتبار».