حذر الكاتب محمد سليمان الإحيدب في مقاله اليوم بجريدة عكاظ مما وصفه بالخدعة المكشوفة والمتمثلة في خلق التجار مشكلة مع وزير التجارة والصناعة، وشكواهم من تدخل التجارة في الأسعار وحرية التجارة وادعائهم بإمكانية الالتفاف على منع الزيادة بعدم انتاج عبوة 2 لتر وإنتاج عبوة لتر واحد بأربعة ريالات. وعبر الأحيدب عن ابتهاجه بانتصار المقاطعة التي قادها البعض ضد شركات الألبان نتيجة زيادة الأسعار حيث كتب يقول: نجحت مقاطعة شركات الألبان التي رفعت أسعارها نجاحا باهرا وسريعا، وعلينا أن نستمر في المقاطعة حتى بعد عودتهم للسعر السابق، فالأمر يتعلق باحترام المستهلك واحترام عقليته وثقافته وليس مجرد رفع ريال وإلغائه، لأننا لو لم نستمر في المقاطعة لتأديب الغير وتراجعنا عن مقاطعة الشركتين اللتين بادرتا بعدم احترامنا فإننا سوف نصبح حقل تجارب، وسيصبح احترامنا أمرا مرتبطا بجس النبض من جميع التجار وهذا ما لا نريده. نريد أن نحمي أنفسنا، والأهم أن نحمي الفقير منا ممن يتأثر برفع السعر ولو قرشا واحدا ولا ينعم بالحماية، ولو تحمل القادر منا الزيادة ولم يستمر في المقاطعة فإننا بذلك نأثم في غير القادر على التحمل. مضيفا: فكل هذه المسرحية ما هي إلا لمنحكم الشعور بأن المقاطعة ليست السبب في تراجعهم، وأن تدخل وزارة التجارة هو سبب التراجع. فهذه كذبة مكشوفة، فالتجار يدركون جيدا أن معركتهم مع الوزارة لا تطول، وتنتهي بانتصارهم عبر التاريخ، وأن معركتهم الخاسرة هي التي يخوضونها مع المقاطعة، لذا فإنهم لا يريدون أن يعترفوا بانتصاركم. وشخصيا،متمنيا لو أن التجارة تخرج من ساحة معركتنا مع التجار بعد دخولها المتأخر بالصوت فقط، خصوصا في هذا الوقت بالذات، ومع تجار الألبان؛ لأنها بدخولها المتأخر أوجدت لهم مخرجا يحفظ ماء الوجه، كما أنهم يحاولون الآن الحصول على دعم يعوضون به فشل جشعهم، والدليل عدم إيرادهم لأي تعليق على عدم رفع السعر في الخليج وطمأنة عملائها فيه! فهل علب البلاستك للخليج أرخص، أم أن أجور العمالة تختلف، أم أن أبقار لبن الخليج غير أبقارنا؟!. وقال الأحيدب إنه يثق في أن التجار أجمع لا يسرهم اعتراف منتجي الألبان أن المقاطعة نجحت، وربما لا يسر كثيرين غيرهم هذا الاعتراف، لأنه تقوية لشوكة المستهلك. مطالبا القراء في الاستمرا في المقاطعة بقوله: فاستمروا استمروا في المقاطعة، ولا تنسوا ما اتفقنا عليه؛ قاطعوا من رفع سعره حتى لو تراجع، «قاطعوهم منتج منتج، علبة علبة، بقرة بقرة، ديد ديد، حلمة حلمة»، فالمستقبل لثقافة المقاطعة.