اتهم مسؤول صناعة النفط بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، القوى الغربية بعدم الوفاء بتعهداتها بتقديم مساعدة مالية عاجلة لتلك السلطة التي تحكم فعليا عدة مدن في شرق البلاد وتسعى إلى ترسيخ أركان حكمها. لكنه أكد أن الثوار لن يستسلموا رغم ذلك. وقال علي الترهوني مسؤول النفط والمالية في مقابلة مع وكالة رويترز بمدينة بنغازي معقل المعارضة في شرق البلاد: إن الأموال نفدت تماما من المعارضة بعد أشهر من قتال دام مع قوات العقيد معمر القذافي. وأضاف أن إنتاج النفط الخام توقف بسبب الأضرار الناجمة عن القتال. ويعتمد الاقتصاد الليبي على تصدير النفط، فيما تكافح المعارضة لتلبية الاحتياجات في ظل توقف إنتاج الخام جراء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لقطاع الطاقة بسبب الحرب. وأوضح الترهوني أنه لا يتوقع إنتاج النفط عما قريب، قائلا إن المصافي لا تعمل بسبب عدم توافر النفط الخام لديها. وقال الترهوني إنه لا يعلم لماذا لم تنفذ الدول الغربية تعهداتها المالية حتى الآن مبينا أنه سئم من طرح هذا السؤال عليهم. وتشن القوى الغربية حملة جوية في ليبيا من المفترض أنها تهدف إلى شل قدرة قوات الجيش التابعة للقذافي على استهداف المدنيين. وتعهدت الدول التي تنفذ الهجمات بتقديم مساعدات بضمان أصول القذافي المجمدة في الخارج. وكان الترهوني قدر في وقت سابق أن المعارضة تنفق ما يصل إلى 100 مليون دينار ليبي (86 مليون دولار) يوميا. لكنه استبعد أن تستسلم المعارضة رغم صعوبة التحديات. ويعاني شرق ليبيا من أوضاع اقتصادية صعبة حيث تكافح المعارضة لتدبير الأموال اللازمة للعمليات العسكرية ودفع الأجور في مجتمع يعتمد معظم أفراده بعد عقود من الحكم المركزي على رواتب حكومية. وتعرض دول غربية المساعدة، كما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم ووعدت واشنطن بتقديم مزيد من المساعدات والقروض لتمويل المعارضة، لكن كل هذه الوعود لم يتحقق منها شيء إلى الآن. ويعاني الشرق من شح الوقود الضروري لإمداد المدن الشرقية ومواصلة الحرب ضد نظام القذافي. وقال الترهوني إن مصافي التكرير بما في ذلك المجمع الموجود في مصراتة ومنشآت مهمة أخرى قد تضررت بفعل القتال لكن خطوط الأنابيب لم تمس. كانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يوميا قبل الحرب وتصدر منها نحو 3ر 1 مليون برميل يوميا. وباعت المعارضة أول حمولة ناقلة خام لها إلى شركة تيسورو الأمريكية للتكرير في إبريل الماضي لكن الانتاج توقف منذ ذلك الحين لمخاوف بشأن أمن حقول النفط. وتعتمد المعارضة حاليا على واردات الوقود. وقال الترهوني ردا على سؤال عن آلية التسليم إن المعارضة وقعت عقودا لتوريد الوقود مع شركات أجنبية وافقت على تأجيل الدفع. وقال إن المعارضة وضعت خطة لميزانية حجمها 3.6 مليار دينار ليبي (98ر 2 مليار دولار) لكن الاحتياجات الفورية أقل من ذلك بكثير. وأضاف أن المعارضة تجري محادثات مباشرة مع شركات أجنبية من بينها شركة توتال الفرنسية بشأن التعاون في المستقبل، مضيفا أنه لا يرفض التعامل مع من سبق لهم العمل عن كثب مع حكومة القذافي في العاصمة طرابلس. وكانت إيطاليا وقعت أمس الجمعة مع المجلس الوطني الانتقالي اتفاقية "التعاون ومكافحة الهجرة غير المشروعة والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات"، حسبما أورد موقع "ليبيا اليوم". وجاء التوقيع على هامش أعمال مؤتمر دولي حول "الربيع العربي" بمدينة نابولي، حيث مثل الحكومة الإيطالية وزير الخارجية فرانكو فراتيني، بينما وقع عن الانتقالي الليبي رئيس مكتبه التنفيذي والمسؤول عن العلاقات الخارجية محمود جبريل.