قال وزير النفط والمالية الليبي الموقت علي الترهوني أمس إن إنتاج النفط سيستأنف في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام ومن المتوقع أن يصل إلى مستوياته قبل الحرب في غضون عام. وإنتاج الخام في البلد العضو بمنظمة أوبك متوقف فعليا منذ أشهر مع وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والقوات الموالية للزعيم المخلوع معمر القذافي قرب مرافئ ساحلية مما ألحق إضرارا بالمنشآت ودفع العمال الأجانب لمغادرة البلاد. وقال الترهوني للصحفيين أثناء زيارة رسمية لمرفأ تصدير النفط في البريقة "سنبدأ الثلاثاء أو الأربعاء الإنتاج من حقلي السرير ومسلة. وسنبدأ أيضا إنتاج الغاز والنفط -ليس بشكل متزامن- من حقلي الشرارة ووفا.. نتطلع إلى ان يكون الفارق أياما." ويقع حقلا السرير ومسلة في منطقة بشرق ليبيا تحت سيطرة الحكومة المؤقتة منذ أشهر وتوجد مجموعة عمل أساسية في الموقع بالفعل وفقا لشركة الخليج العربي للنفط التي تتولى تشغيل الحقلين. وقبل الحرب كان إنتاج ليبيا من النفط يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا. ويحرص المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الحكومة الموقتة على استئناف الإنتاج من الحقول النفطية بسرعة لكسب إيرادات من المورد الرئيس لليبيا والحد من التكلفة الباهظة لواردات الوقود. وقال الترهوني إن التحدي الأكبر الذي يواجه إعادة تشغيل صناعة النفط هو الأمن مضيفا أن هناك خطرا لوقوع هجمات ميليشيات على حقول نفطية مثل حقول حوض سرت التي تقع في عمق الصحراء. وسئل هل ما زال هناك خطر لتعرض المنشآت للتخريب فقال "هناك خطر. قبل أسبوعين فقط كنت سأقول لك إنه خطر أكبر كثيرا. خطر التخريب عملية مستمرة." ولم تعد معظم شركات النفط الأجنبية حتى الآن إلى ليبيا فيما يرجع جزئيا إلى المخاوف الأمنية، وقال الترهوني إن الأجانب لن يسمح لهم بإحضار موظفيهم للأمن إلى البلاد. وأضاف "إذا كان الأمن متوفرا بدرجة كافية لليبيين فإنه ينبغي أن يكون كافيا للعمال الأجانب." وكانت مصادر تجارية ذكرت الجمعة الماضي أن ليبيا عرضت نحو مليوني برميل من النفط الخام الخفيف الفائق الجودة للبيع في مزايدة مما يجعلها أكبر كمية من النفط الليبي تصل إلى السوق منذ بدء الحرب الأهلية في فبراير . وقال مصدر "الكمية حوالي مليوني برميل. إنها مزيج من خامات خفيفة فائقة الجودة. موعد الشحن مفتوح." وأضاف أن النفط سيأتي من صهاريج للتخزين وليس من إنتاج جديد للحقول. ودعي عدد محدود جدا من شركات النفط للمشاركة في المزايدة. وقال المصدر إنه سيتم شحن الخام من غرب ليبيا. وصدرت ليبيا شحنتين فقط من النفط الخام منذ بداية القتال بين القوات المعارضة لمعمر القذافي والقوات الموالية له. وليبيا تملك أكبر احتياطات نفطية في أفريقيا. وفي أواخر أغسطس قال عبد الجليل معيوف المتحدث باسم شركة الخليج العربي للنفط (اجوكو) إن العمليات في حقلي السرير ومسلة النفطيين بشرق البلاد ستبدأ في 15 سبتمبر وإن مرفأ طبرق النفطي قد يبدأ التصدير بحلول نهاية الشهر. وأضاف أن الإنتاج الأولي سيتراوح من 60 ألفا إلى 100 ألف برميل يوميا.