أوضح الدكتور سعيد الشهابي في صحيفة القدس العربي أن موقف دول مجلس التعاون إزاء الثورة الشعبية في البحرين تصميمها على قمع أية تحركات من شأنها إرباك الوضع القائم أو التأثير الجذري عليه، فبعض تلك الدول اتخذ قرار المشاركة في الاجتياح العسكري للبحرين لإيصال الرسالة ليس لشعب البحرين فحسب، بل لبقية شعوب المنطقة أن المجلس لن يسمح بحدوث تغييرات جذرية في منظومة الحكم الفريدة من نوعها في العالم. وطالب الكاتب حسن علي كرم من دول الخليج في صحيفة الوطن الكويتية ألا يُصدقوا أن النظام الإيراني يُدافع عن شيعة الخليج أو انه يهدد البلدان الخليجية بذريعة الدفاع عن الشيعة، بل لا يهم النظام هناك أن يهلك كل الشيعة في العالم أو بقوا أحياء بقدر ما يهمه سلامة النظام واستمراره، فلو كان النظام الإيراني يدافع عن الشيعة لما موّل العصابات الإرهابية السنية في العراق للقيام بعمليات إجرامية هناك، ولما وفّر الملاذ الآمن للتكفيريين من تنظيمات القاعدة داخل الأراضي الإيرانية وهي المعروفة بمعاداتها وتكفيرها للشيعة، ولما صرف الأموال على حركة حماس الإخوانية السنية في غزة، ولو كان النظام الإيراني يخاف على دماء الشيعة لما أُريقَت الدماء في شوارع طهران ولما أُزهقَت الأرواح البريئة ولما امتلأت السجون هناك بآلاف السجناء من المعارضة وسجناء الرأي، كما يجب على الخليجيين ألا يأخذوا التصريحات الإيرانية أكثر من كونها جعجعة وصرف الأنظار عن مشاكلهم مع مواطنيهم في الداخل، فكل الأنظمة الديكتاتورية والشمولية من أجل بقائها تبحث عن أعداء خارجيين. وفي الصحيفة ذاتها أكد الكاتب خليل علي حيدر أن دول مجلس التعاون الست راعت دائماً حق الجوار مع إيران حتى في أيام الاضطرابات والمظاهرات التي تلت انتخابات الرئاسة التي أُعلِن فيها فوز الرئيس احمدي نجاد وأعربت هذه الدول، بل معظم دول العالم العربي، عن رغبة صادقة في بناء علاقات الود والصداقة مع إيران، ولكن لم يتوقع أحد أن يكون رد إيران هو التدخل في صميم الشئون الداخلية للمنطقة، بالإضافة إلى المُطالبة بإسقاط حكومات دول مجلس التعاون، وتضع نفسها بديلاً عن شعوب وتجارب هذه الدول من سلطنة عمان إلى دولة الكويت، ولا تكتفي بذلك، بل تُصادر كيان وشرعية المنطقة الخليجية برمتها باسم حق إيران التاريخي، وبأن الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران.